اخبار عربية

المُصالحة والمصالح الشخصية

كتب / يارا المصري

أكد مسؤول كبير في حماس مقره في غزة، أن الوتيرة المحمومة لعملية المصالحة مع فتح والتحضير لانتخابات عامة محفوفة بالمخاطر.
وأضاف أن فتح ترغب في استخدام هذه العملية لاستعادة السيطرة على قطاع غزة.
في رأيه ، يجب على صالح العاروري ، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس والمسؤول عن العملية ، التحلي بالحكمة والتبصر.
وذلك لم يكن أول تحذير من مسئول حمساوي، فقد وجه أحد كبار القادة السياسيين في حركة حماس والمحسوب على الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة خالد مشعل انتقادات للسياسات التي ينتهجها كلا من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة وصالح العاروري نائب رئيس حركة حماس.
واشارت بعض من منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه الانتقادات والهجوم هو التقارب الذي يبديه كلا من هنية والعاروري إزاء حركة فتح ، وهو التقارب الذي لا يصب بأي حال من الأحوال في صالح الحركة سياسيا.

اللافت أن الكثير من النشطاء والسياسيين الفلسطينيين أشاروا إلى أن هذه التحركات الهادفة إلى التقارب بين حركة فتح وحماس تتم حتى الان بصورة متسارعة ، دون التشاور المطلوب مع الجهات المعنية في حماس ، وتجاوز الجهات المسؤولة عن اتخاذ القرارات في مثل هذا الموضوع المهم.
الموضوع أثار بدوره اهتمام الكثير من الصحف والتقارير التي تطرقت إلى هذه النقطة ، حيث أشار التليفزيون البريطاني في تقرير له إلى أن ما وصفته بالمسار السريع للمصالحة والذي يسير الأن بسرعة جنونية ، أدى إلى عدم مراعاة المصالح الجوهرية لحركة حماس في الضفة الغربية وغزة ، بل إنها تعرض مستقبل الحركة للخطر.
وأشار التقرير إلى ما يقوله الكثير من النشطاء الفلسطينيين من أن كلا من هنية أو صالح العاروري كلاهما يقطعان شوطا بعيدا في استسلامهما لفتح ، ولا يحصلان على أي مقابل لذلك، الأمر الذي ينعكس سلبا على الحركة بالنهاية.

بدوره أشار مصدر مقرب من قيادة حركة حماس في قطر إلى حجم الانتقادات التي تسمعها جهات مختلفة في الحركة بشأن المُصالحة مع فتح التي يتزعمها إسماعيل هنية وصالح العاروري.
وقال المصدر إنه بحسب رأي شعبي بين كبار السن في الحركة ، فإن التحركات السريعة التي يقوم بها كلاهما تتعلق برغبتهما في تقديم الإنجازات الخاصة بهما بعيدا عن المصلحة الاستراتيجية لحركة حماس ، وذلك قبل الانتخابات الداخلية في الحركة.

واشار التليفزيون الالماني إلى أن هذه الانتخابات ستجرى في هذا العام 2021 ، الأمر الذي يؤكد أن التحركات التي يقوم بها كلا من هنية والعاروري لا تنبع عن إرادة حقيقية لتقدم مصالح حركة حماس والأمة الفلسطينية ولكن فقط نتيجة لتحقيق اي مصالح شخصية لهما.
عموما فإن الواضح الأن هو تصاعد التجاذبات السياسية الحاصلة على الساحة نتيجة لتفاعل التطورات الجيوسياسية بالحركة ، الأمر الذي يزيد من حجم التفاعلات وتطورات الاحداث بصورة واضحة داخل حماس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى