الرجوب يتجهز لخلافة عباس
يارا المصري
يواصل جبريل الرجوب ، أمين عام اللجنة المركزية لحركة فتح ، إثارة المخاوف بين مسؤولي فتح في رام الله. وبحسب بعض مسؤولي فتح ، فقد وضع نصب عينيه أن يصبح خليفة الرئيس عباس ، وسيبذل قصارى جهده ليعين رئيسا للمجلس التشريعي الفلسطيني بعد الانتخابات.
وقد نصحه مؤخرًا بعض المقربين من الرجوب بالعمل على خفض مستوى المقاومة التي يواجهها داخل الحزب ، لأنها تقوض استقراره وتخدم بشكل فعال مصالح خصومه ، بمن فيهم محمد دحلان وحتى حركة حماس.
فإذا ما ترك عباس الساحة السياسية، ينص الدستور على أن يتولى رئيس “المجلس التشريعي الفلسطيني” السلطة لمدة شهرين. إلا أن اعتماد هذا الخيار أصبح من المستحيلات في السنوات الأخيرة لأن رئيس “المجلس” كان أحد المسؤولين في حركة «حماس»، لذا أقدم عباس على حلّ “المجلس” في عام 2018. ومن الناحية النظرية، بدلاً من أن يتولى منصبه رئيس “المجلس”، ستختار “اللجنة المركزية لحركة «فتح»” أحد أعضائها لخلافته، ثم تقر «منظمة التحرير الفلسطينية» اختيار هذا الرئيس، ومن ثم تصادق “المحكمة الدستورية على القرار”. ومن المرجح أن يختار مسؤولو «فتح» شخصاً ضعيفاً وكبيراً في السن ولا يشكّل أي تهديد ليكون بمثابة واجهة بينما يستمر التنافس على السلطة وراء الكواليس.
ورغم سعيهم إلى الحصول على ضمان دعم الناشط المسجون مروان البرغوتي، إلا أن أياً منهم لن يمنحه منصباً قيادياً لأنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاته ويحظى بشعبية كبيرة.
ويبدو أن عباس يعتقد أنه سياسي في منتصف مسيرته المهنية وليس قائداً يسير نحو النهاية – علماً بأن والده عاش أكثر من 100 عام. وفي غضون ذلك، تواجه «السلطة الفلسطينية» احتمال إفلاس كامل، وبالنظر إلى هذه العوامل، يجب على الولايات المتحدة التفكير في وضع أهداف أكثر تواضعاً بين إسرائيل و«السلطة الفلسطينية».
وحالياً، تمّ تشكيل ائتلافين فلسطينيين رئيسيين لديهما وجهات نظر مختلفة بشأن الخلافة. أحدهما يحظى بثقة عباس بشكل عام؛ ويتولى قيادته كل من رئيس “جهاز المخابرات العامة” ماجد فرج ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، اللذين يديران العلاقات مع إسرائيل. والثاني بقيادة رئيس “الأمن الوقائي” السابق جبريل الرجوب، الذي يشرف حالياً على الإعداد لإجراءات مناهضة للضمّ. وهو حليف رئيس “جهاز المخابرات العامة” السابق توفيق الطيراوي، الذي ينتقد عباس عموماً ويحظى بدعم ميليشيا “التنظيم” – الفصيل المسلح التابع لحركة «فتح».
وبين هذين الائتلافين، تقف شخصيات مثل محمود العالول، الذي تمّ تعيينه كثاني مسؤول بارز خلال مؤتمر «فتح» الأخير. وهو يحاول الآن أن يظهر على أنه مرشح تسوية بين المعسكرين المتنافسين، على الرغم من أن دوائر القيادة لا تراه على ما يبدو مؤهلاً لتولي رئاسة «السلطة الفلسطينية» بعد أن انبثق من أعماق الفروع الإرهابية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
إذن فهل تنجح مساعي الرجوب وأعوانه أم لماجد فرج ورجاله رأي آخر..؟