كتب : سيد يمني
تتداول مواقع إخبارية تقارير عن فيروس نيباه (Nipah virus) واصفة إياه بالتهديد الخطير، فما هو هذا الفيروس؟ وما أعراضه؟ ولماذا يخاف العالم منه؟ وهل له علاج أو لقاح؟
دعونا ندخل مباشرة في أعراض فيروس نيباه، ثم ننتقل إلى التفاصيل :
تتراوح العدوى البشرية من عدوى عديمة الأعراض إلى عدوى تنفسية حادة (خفيفة وشديدة) والتهاب الدماغ القاتل.
يصاب الأشخاص المصابون في البداية بأعراض تشمل :
1- الحمى، وفق منظمة الصحة العالمية
2- الصداع
3- آلام العضلات
4- القيء
5- التهاب الحلق
ويمكن أن يتبع ذلك :
6- دوار
7- خمول
8- تغير في الوعي
9- علامات عصبية تشير إلى التهاب الدماغ الحاد
10- قد يعاني بعض الأشخاص أيضا من الالتهاب الرئوي غير النمطي ومشاكل تنفسية حادة، بما في ذلك الضائقة التنفسية الحادة.
11- التهاب الدماغ والنوبات المرضية في الحالات الشديدة، وتتطور إلى غيبوبة في غضون 24 إلى 48 ساعة.
ويعتقد أن فترة الحضانة (الفاصل الزمني من الإصابة حتى ظهور الأعراض) تتراوح بين 4 و14 يوما. ومع ذلك، تم الإبلاغ عن فترة حضانة تصل إلى 45 يوما.
ويتعافى معظم الأشخاص الذين ينجون من التهاب الدماغ الحاد تماما، ولكن تم الإبلاغ عن حالات عصبية طويلة الأمد لدى الناجين. فما يقرب من 20% من المرضى يعانون من عواقب عصبية متبقية مثل اضطراب النوبات وتغيرات الشخصية. وينتكس عدد قليل من الأشخاص الذين يتعافون لاحقا أو يصابون بالتهاب الدماغ المتأخر.
يوم 26 يناير/كانون الثاني 2021 كتبت جوليا كوليوي في غارديان البريطانية، تحت عنوان “تقرير يحذر من أن شركات الأدوية العملاقة ليست مستعدة للوباء القادم” تناولت فيه فيروس نيباه.
وتحدثت الكاتبة عن تقرير مستقل حذر من أن أكبر شركات الأدوية في العالم ليست مستعدة للوباء القادم على الرغم من الاستجابة المتزايدة لتفشي “كوفيد-19”.
ونقلت عن جايري كي لاير (Jayasree K Iyer) المديرة التنفيذية لمؤسسة أكسيس تو ميديسين (Access to Medicine) ومقرها هولندا، وهي منظمة غير ربحية تمولها الحكومتان البريطانية والهولندية وغيرهما، حديثها عن تفشي فيروس نيباه في الصين، مع معدل وفيات يصل إلى 75%، كخطورة جائحة كبيرة محتملة.
وقالت “فيروس نيباه مرض معد آخر ناشئ يسبب قلقا كبيرا.. يمكن أن يهب في أي لحظة.. يمكن أن يكون الوباء التالي عدوى مقاومة للأدوية”.
ويمكن أن يسبب نيباه مشاكل تنفسية حادة والتهاب الدماغ، وتورم الدماغ، ومعدل الوفيات من 40% إلى 75%، حسب مكان حدوث الفاشية.
المضيف الطبيعي لفيروس نيباه هو خفافيش الفاكهة (Fruit bats). وقالت الكاتبة إنه ربما ارتبط تفشي المرض في بنغلاديش والهند بشرب عصير نخيل التمر.
ولم يتحدث التقرير فقط عن فيروس نيباه، موردا فيروسات وأمراضا أخرى. ففيروس نيباه هو واحد من 10 أمراض معدية من أصل 16 تم تحديدها من قبل منظمة الصحة على أنها أشد خطرا على الصحة العامة، ولكن لا يوجد مشاريع لها من قبل شركات الأدوية.
ومن هذه الأمراض -وفق تقرير المنظمة الذي يصدر كل سنتين- حمى الوادي المتصدع، الشائعة بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد “سارس” ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس” والأخيران أمراض جهاز تنفسي تسببها فيروسات كورونا ولديها معدلات وفيات أعلى بكثير من “كوفيد-19” ولكنها أقل عدوى.
وهناك 4 منتجات قيد التطوير للتعامل مع فيروس شيكونغونيا (chikungunya virus) الذي ينقله البعوض وانتشر بسرعة السنوات الأخيرة، عبر الأميركتين وأفريقيا والهند: لقاح ودواء وأداة تشخيص ورذاذ مبيد حشري جديد من شركة باير (Bayer) يعمل أيضا لحمى الضنك وزيكا.
ويقول التقرير إنه على الرغم من سنوات من التحذيرات، من أن فيروسات كورونا الجديدة من المحتمل أن تسبب حالة طوارئ صحية عالمية، فإن صناعة الأدوية، وكذلك المجتمع ككل، لم تكن مستعدة لوباء “كوفيد-19”.
لذلك يجب التوضيح أن تقرير غارديان تناول تقرير مؤسسة أكسيس تو ميديسين، والذي تحدث عن فيروس نيباه وأمراض أخرى، ولم يكن مقتصرا فقط على نيباه.
ومع ذلك فإن فيروس نيباه يمثل تهديدا يخافه العالم بسبب نسبة إماتته العالية، وحدوث فاشيات سابقة له، واحتمالية تحوله إلى وباء واسع.
حقائق
1- نيباه فيروس حيواني المنشأ (ينتقل من الحيوانات إلى البشر) ويمكن أيضا أن ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو مباشرة بين الناس، وذلك وفق منظمة الصحة.
2- تسبب عدوى فيروس نيباه بالبشر مجموعة من العروض السريرية، من العدوى عديمة الأعراض إلى عدوى الجهاز التنفسي الحادة والتهاب الدماغ القاتل.
3- يقدر معدل إماتة الحالات بحوالي 40% إلى 75%. ويمكن أن يختلف هذا المعدل حسب الفاشية اعتمادا على القدرات المحلية للمراقبة الوبائية والإدارة السريرية.
4- يمكن أن ينتقل فيروس نيباه إلى البشر من الحيوانات (مثل الخفافيش أو الخنازير) أو الأطعمة الملوثة ويمكن أيضا أن ينتقل مباشرة من إنسان إلى إنسان.
5- خفافيش الفاكهة من فصيلة “تيروباديدي (Pteropodidae) هي المضيف الطبيعي لفيروس نيباه.
6- لا يوجد علاج أو لقاح متاح للبشر أو الحيوانات لفيروس نيباه.
7- العلاج الأساسي للبشر هو الرعاية الداعمة.
8- “الصحة العالمية” حددت نيباه كمرض ذي أولوية لمخططات المنظمة للبحث والتطوير.
وتقول المنظمة إنه يمكن أن يتسبب الفيروس أيضا في مرض خطير بالحيوانات مثل الخنازير.
وعلى الرغم من أن فيروس نيباه تسبب في عدد قليل من حالات تفشي المرض المعروفة في آسيا، فإنه يصيب مجموعة واسعة من الحيوانات ويسبب أمراضا خطيرة وموتا للبشر، مما يجعله مصدر قلق للصحة العامة.
الفاشيات الماضية
تم التعرف على فيروس نيباه لأول مرة عام 1999 أثناء تفشي المرض بين مربي الخنازير في ماليزيا. ولم يتم الإبلاغ عن حالات تفش جديدة في ماليزيا منذ عام 1999.
كما تم التعرف عليه في بنغلاديش عام 2001، وحدثت فاشيات سنوية تقريبا في ذلك البلد منذ ذلك الحين. كما تم التعرف على المرض بشكل دوري شرق الهند.
وقد تكون مناطق أخرى معرضة لخطر الإصابة، حيث تم العثور على دليل على الفيروس بالمستودعات الطبيعية لدى خفافيش من نوع (Pteropus) والعديد من أنواع الخفافيش الأخرى بعدد من البلدان، بما في ذلك كمبوديا وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلند.
كيفية الانتقال
خلال أول انتشار معترف به في ماليزيا، والذي أصاب سنغافورة أيضا، نتجت معظم الإصابات البشرية عن الاتصال المباشر مع الخنازير المريضة أو أنسجتها الملوثة.
ويُعتقد أن الانتقال قد حدث عن طريق التعرض غير المحمي لإفرازات الخنازير، أو الاتصال غير المحمي بأنسجة حيوان مريض، وفقا لمنظمة الصحة.
في الفاشيات اللاحقة في بنغلاديش والهند، كان استهلاك الفاكهة أو منتجات الفاكهة (مثل عصير النخيل الخام) الملوثة بالبول، أو اللعاب من خفافيش الفاكهة المصابة، هو المصدر الأكثر احتمالا للعدوى.
كما تم الإبلاغ عن انتقال فيروس نيباه من إنسان إلى آخر بين أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية للمرضى المصابين.
زر الذهاب إلى الأعلى