أدب

قانون الجذب أم طريقة تفكيرك

بقلم/ ساره جمال

هل تساءلتم يوماً لماذا تعاد السيناريوهات نفسها من التجارب؟ لماذا نواجه النتائج نفسها لبعض المواقف؟

كثيرا ما نسمع؛ “لا أعلم لماذا لا يظهر في حياتي سوى هذا الأمر؟”، غيّرت كثيراً لكن ما زلت أصل للنتيجة نفسها ولا تتغير. ويبدأ البعض بفقدان الأمل في أن حياتهم ستصبح أفضل، والبعض الآخر يستسلم ليعيش أدوار الضحية بأشكالها المتعددة، ويلتزم البعض ببعض المقولات المعروفة “لا تحاولون معي، خلاص أنا أعرف حظي”. وهل ارتبط الأمر بالحظوظ الآن، وتظهر شماعات من كل مكان، ليعلق كل ضحية سبباً عليها، مبتعداً عن الأسباب، والسبب الرئيسي في كل هذا.

البعض يربط هذا الأمر بذلك القانون، الذي أبهرنا رغم أنه فطرة فطرنا الله عليها، ألا وهو “قانون الجذب”؛ والذي يتلخص في أن “كل ما عليك أن تسأل فتعطى” .. أجل – بسيطة هذه المعادلة، لكن ما تجهله هو أن هذا القانون يعمل بذبذباتك الكامنة في أعماقك، وربما لا يعكسها لسانك وحديثك، فأنت تجذب أكثر ما تحب، وكذلك أكثر ما ترفض وتكره، ومن هنا يكمن السر في تكرار تلك الأحداث في حياتك، وأقصد الأحداث التي لا ترغب بها، المؤلمة والمنهكة لك، أحداثك السلبية، فعادة نحن نتحدث عن تكرار الأحداث السعيدة، لذلك كن واعياً في ما تسأله بمشاعرك، فأنت مغناطيس كونيّ لرغباتك.

علينا‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬دائماً‭ ‬أننا‭ ‬صَنِيعة‭ ‬ما‭ ‬يشغل‭ ‬عقولنا،‭ ‬ونحن‭ ‬لنا‭ ‬دور‭ ‬عظيم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاتنا‭ ‬أو‭ ‬تثبيطها،‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أُنكر‭ ‬أنَّ‭ ‬تحديات‭ ‬الحياة‭ ‬ليست‭ ‬بالسهلة،‭ ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نبقِي‭ ‬فكرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬عقولنا‭ ‬وهي‭ ‬أنَّ‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬جدران‭ ‬يصعُب‭ ‬تسلقها،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬يصعُب‭ ‬رؤية‭ ‬ما‭ ‬تحجبه‭ ‬عنا؛‭ ‬لذا‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نُؤمن‭ ‬بقدراتنا‭ ‬التي‭ ‬وهبنا‭ ‬الله‭ ‬إياها،‭ ‬وأن‭ ‬نُحسن‭ ‬الظن‭ ‬ونتفاءل‭ ‬دائماً‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬ننجح‭ ‬في‭ ‬تسلق‭ ‬إحداها‭ ‬فذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬نهاية‭ ‬العالم،‭ ‬وإنما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬نوجِّه‭ ‬طاقتنا‭ ‬لتسلق‭ ‬جدار‭ ‬آخر‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬يحجب‭ ‬عنا‭ ‬الخير‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬نحاول‭ ‬تسلقه.

على‭ ‬كلِّ‭ ‬فرد‭ ‬منا‭ ‬يمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬أو‭ ‬محنة،‭ ‬أو‭ ‬تحدٍّ؛‭ ‬أيًّا‭ ‬كان‭ ‬نوعه،‭ ‬أن‭ ‬يختلي‭ ‬لبعض‭ ‬الوقت‭ ‬مع‭ ‬نفسه،‭ ‬وأن‭ ‬يعيد‭ ‬جدولة‭ ‬أفكاره‭ ‬وتوقعاته‭ ‬المختزلة‭ ‬في‭ ‬عقله، ‬عليه‭ ‬مراجعة‭ ‬أفكاره‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر،‭ ‬ويعيد‭ ‬تقيمها،‭ ‬فإنْ‭ ‬كانت‭ ‬سلبية‭ ‬فعليه‭ ‬استبدالها‭ ‬بأفكار‭ ‬إيجابية‭ ‬وفهم‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬تكوُّنها‭ ‬لتحسين‭ ‬تلك‭ ‬الظروف؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬تجنُّب‭ ‬أفكار‭ ‬مشابهة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.

‬كما‭ ‬أنَّ‭ ‬هناك‭ ‬جانبًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬على‭ ‬الإنسان ‭ ‬فهمه‭ ‬واستيعابه‭ ‬جيداً؛‭ ‬ألا‭ ‬وهو أن ‬المحيط‭ ‬المحبِط‭ ‬له‭ ‬دُور‭ ‬عظيم‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬تلك‭ ‬الأفكار‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬عقولنا؛‭ ‬لذا‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نُحيط‭ ‬أنفسنا‭ ‬بالمتفائلين‭ ‬وليس‭ ‬المتشائمين،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نُعِيد‭ ‬تقييم‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬نسمعها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نسمح‭ ‬لها‭ ‬بعبور‭ ‬عقولنا‭.‬

خلاصة القول هي ما أنت عليه والمكان الذي أنت فيه هو نتاج تفكيرك، ولكي تغير ما أنت عليه والمكان الذي أنت فيه عليك أن تغير طريقة تفكيرك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى