حوادث وقضاياسوشيال ميديا

هوس السوشيال ميديا يقود البعض للهاوية

شابٌ جنى تعاطف الملايين بعد ادعائه إصابته بالسرطان، ولكنه الآن أضحى خلف القضبان بعد تبين أن الأمر مجرد كذبة لكسب التعاطف، وأمٌ اعتادت أن تطل برفقة نجلها في مقاطع مصورة شبه ترفيهية عبر صفحة لهما ولكنها في نهاية المطاف فارقت الحياة إثر إصابتها بكورونا، حيث اتهم البعض ابنها بالتسبب في إصابتها بالفيروس بسبب هوس الظهور والترفك.

ويوتيوبرز قادهما مقطع مصور التقطاه برفقة ابنتهما الصغيرة إلى الحبس، بعدما تسبب في فزع الطفلة لمجرد حصد المزيد من المشاهدات.. وغير ذلك الكثير من القصص التي ارتبطت في أذهان الكثيرين والسبب وراءها فقط هو هوس الـ “سوشيال ميديا”.

⭕ أكذوبة السرطان
شاب صغير يُدعى محمد قمصان، بدأت قصته حينما أطل بصورة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثارت معها تعاطف الكثيرين وخفقت لها قلوب الملايين بسبب الهيئة التي ظهر عليها، مشيرًا إلى أنه مصاب بالسرطان وفقد الأمل في الشفاء، ووصل لمرحلة استسلم فيها للموت..

لم يشكك أحد يومًا في روايته وانهالت الدعوات عليه من كل حدب وصوب، إلى أن جاءت الصدمة التي تفيد بأن “قمصان” ليس مصابًا بالسرطان.
فالنيابة العامة في بيانها الصادر، مساء اليوم الأربعاء، أفادت بأنها رصدت ادعاء ذاك الشاب إصابته بمرض السرطان بمواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة طويلة، ويأسه من العلاج واستسلامه للموت، ومنشورات أخرى أشارت لكذب المتهم وتأثيره سلبًا على بعض المرضى الحقيقيين الذين انتابتهم لذلك حالة من اليأس والإحباط، وأوقف بعضهم العلاج، ولهذا قرر النائب العام فتح تحقيق في الأمر.

⭕ والدته “أكلت الطُعم”

واستدعت الشرطة الشاب المتهم، فاعترف بعدم إصابته بالمرض وادعائه الإصابة بعض مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الشهرة والربح.
واستجوبته النيابة العامة فيما نسب إليه من إذاعته أخبارًا كاذبة وارتكابه جريمة النصب بإستعمال وسيلة احتيالية للاستيلاء على الأموال، فأقر بارتكابه تلك الجريمة وادعائه بمواقع التواصل الاجتماعي إصابته بالسرطان لاستعطاف المواطنين بقصد الشهرة وزيادة متابعيه بتلك المواقع، وأن والدته كانت تعتقد بحسن نية في مرضه.

⭕ الوقوع في الفخ
وسألت النيابة العامة 4 شاهدات مصابات بالسرطان، فشهدن بادعاء المتهم إصابته بهذا المرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات خاصة في المجموعات التي تضم مصابين بذات المرض، وأن إحداهن انتابها شك في مزاعمه لنشره صور آخرين نسبها لنفسه، فسألته عن كيفية علاجه والمكان الذي يتلقاه فيه للتحقق من أمره، فادعى أنه يُعالج في أحد المستشفيات الشهيرة ومعهد الأورام، وبإستطلاعها أمره فيهما تبينت خلوهما من أي ملفات خاصة بعلاجه، وحينما طالبته بتلك الملفات رفض تقديمها..

وأجمعت الشاهدات أمام النيابة أن المتهم نشر مؤخرًا يأسه من العلاج واستسلامه للموت، ودعا المصابين بالمرض إلى عدم تلقيه لانتفاء الفائدة منه، مما أثر بالسلب على صحتهن، حتى وصل الأمر لرفض البعض منهم تلقي العلاج فتدهورت حالتهم، وأوضحن أن غرض المتهم مما كان ينشره تحقيق الشهرة وتلقي الهدايا والتبرعات من الجمعيات والمؤسسات الداعمة لمصابي السرطان.

⭕ حبس 4 أيام

فيما أكدت تحريات الشرطة النهائية ادعاء المتهم كذبًا إصابته بالمرض واتباعه أساليب احتيالية للتظاهر بذلك، وبناءً عليه أمرت النيابة العامة بحبس هذا الشاب صاحب أكذوبة الاصابة بالسرطان، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، واتخذت اجراءات فحص حساباته والصفحات التي يديرها بمواقع التواصل الاجتماعي فنيًا.

⭕ اتهام باستغلال الصغيرة “ايلين”

وفي سبتمبر الماضي؛ أمرت النيابة العامة، بحبس اليوتيوبرز “أحمد حسن وزينب” والدي الطفلة “إيلين”، احتياطيًا لاتهامهما باستغلالها اقتصاديًا وتعريضها للخطر، وقررت النيابة تسليم الطفلة المجني عليها إلى جدتها لوالدها مع أخذ التعهد بحسن رعايتها.

وبدأت القصة برصد وحدة الرصد بمكتب النائب العام لمطالبات عدة بمواقع التواصل الاجتماعي بالتحقيق مع والدي الطفلة “إيلين” المدعوين “أحمد” و”زينب”؛ لاستغلالهما الطفلة في تحقيق ربح مادي بترويج مقطع مصور تضمن تخويفهما طفلتهما والسخرية من خوفها ورد فعلها.
كما تلقت النيابة العامة كتابًا المجلس القومي للطفولة والأمومة يفيد تلقي “خط نجدة الطفل” يوم الثالث عشر من شهر سبتمبر الماضي بلاغًا عن نشر المتهمين مقطعًا مصورًا بقناتهما الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” تضمن تخويفهما طفلتهما والسخرية من خوفها ورد فعلها وذلك لرفع نسبة مشاهدة المقطع بقناتهما سعيًا لتحقيق الربح، وأنه سبق الشكوى منهما خلال عام 2019 لتعريضهما طفلتهما للخطر واستغلالها للربح بمثل تلك المقاطع.

وأفادت النيابة العامة في بيانها أنها شاهدت المقطع المتداول وتبينت نشره بصفحة خاصة بالمتهمين بموقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب”، تحت عنوان “عملنا مقلب في إيلين”، حيث ظهر الخوف على الطفلة المذكورة بعد أن غيرت المتهمة لون بشرتها وظهرت بهذا المظهر، وقد لاحقت المتهمة طفلتها حتى انتابها بكاء شديد وسط سخرية من المتهمين.
وبناءً على ذلك أمرت النيابة العامة بضبط المتهمين لاستجوابهما، وندبت خبيرًا اجتماعيًا بخط نجدة الطفل لإعداد تقريرعن حالة الطفلة المجني عليها ومدى تعرضها للخطر ولأي صورة من صور الاستغلال الاقتصادي أو التجاري.

وأكد التقرير المبدئي استغلال المتهمين طفلتهما تجاريًا وتعريضها لإساءة نفسية وللخطر، موصيًا بتسليمها إلى جدتها لوالدها لحين انتهاء التحقيقات وإيداع تقرير نهائي بحالة الطفلة والتوصيات اللازمة نحو رعايتها.
كما طلبت النيابة العامة تحريات “إدارة الاتجار بالبشر بوزارة الداخلية” حول الواقعة، والتي أكدت استغلال المتهمين حداثة عمر طفلتهما التي لم تتجاوز العامين، وولايتهما عليها استغلالًا تجاريًا بقصد تحقيق مكاسب مالية، وذلك بأن نشرا عبر قناتهما بموقع التواصل المذكور تصويرًا لخوفها من تغيير ملامح والدتها، قاصدين رفع نسبة مشاهدة المقطع بالقناة من أجل الحصول على الربح من وراء ذلك.

ونفاذًا لأمر النيابة العامة، ألقي القبض على المتهمين في السادس عشر من شهرسبتمبر الماضي، واستجوبا في اتهامهما بالتعامل في طفلتهما مستغلين حالة ضعفها بقصد استغلالها اقتصاديًا فضلًا عن تعريضها للخطر، فأنكرا ما نسب إليهما وقررا أنهما يقصدان مما يذاع على قناتهما من مقاطع مصورة إتاحة فرصة لهما للعمل في التمثيل ونشر الإعلانات، وانهما يجنيان ربحًا شهريًا مما يذيعانه عبر القناة يتحدد وفق نسبة المشاهدة.

وأكد أحمد وزينب أن قصدهما من تصوير نجلتهما هو توثيق مراحل حياتها مثل كثير من الناس -على حد تعبيرهما-، وأن المقطع موضوع التحقيق لم يقصدا منه تخويف ابنتهما، وقد حذفاه بعد إذاعته إلا أن البعض نسخه وتداوله بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كما أكدت والدة المتهم اعتياد أحمد وزينب إذاعة ما يصورانه من مقاطع وجنيهما ربحًا من ذلك.

وبناءً على ما سبق؛ أمرت النيابة العامة بحبس المتهمين أربعة أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات، وتسليم الطفلة المجني عليها إلى جدتها لوالدها مع أخذ التعهد بحسن رعايتها.

إلا إنه بتاريخ 18 سبتمبر الماضي؛ أصدر النائب العام المستشار حمادة الصاوي، قرارًا بإخلاء سبيل اليوتيوبرز أحمد حسن وزينب، لصغر سن ابنتهما المجني عليها وولايتهما عليها، بشرط سداد ضمانًا ماليًا قدره أربعون ألف جنيه، مع تكليف المختصين بمجلس الأمومة والطفولة باستمرار متابعة الحالة الاجتماعية لطفلتهما، ووالديها وذويها لمنع استغلالها بأي صورة من الصور مرة أخرى، أو تعريضها للخطر.
جاء هذا القرار بعد استكمال النيابة العامة استجواب المتهمين، اللذان أبديا تعهدهما بحسن رعاية ابنتهما وندمهما على ما ارتكباه في حقها، وعدم تكرارهما هذا الفعل مستقبلًا، طالبين إخلاء سبيلهما لصغر سن ابنتهما المجني عليها وولايتهما عليها.

⭕ رحيل “ماما سناء” بكورونا

“ماما سناء” سيدة بسيطة في مطلع الستينيات، اعتادت أن تطل على جمهورها من خلال قناة تحمل عنوان “حمو شاكر وماما سناء” عبر يوتيوب، واشتهرت بروحها الكوميدية وخفة ظلها، وتعتبر من أشهر الأمهات على السوشيال ميديا.

وتسبب خبر وفاتها في حالة كبيرة من الحزن بين متابعيها ممن أفجعهم خبر موتها المفاجئ، وبعدما اعلن نجلها أنها فارقت الحياة بسبب اصابتها بكورونا انهالت الكثير من الدعوات التي يدعو اصحابها لها بالرحمة، في حين أطلق فريق آخر اتهامات تحمل اسرتها السبب فيما جرى لها منوهين إلى أن تفضيل نجلها تصوير مقاطع مصور في الشارع والتحرك هنا وهناك رغم جائحة كورونا دون مراعاة لسنها، أدى لتدهور صحتها حتى مفارقتها الحياة، إلا أن “شاكر وشادي” نفيا عبر مقطع مصور من خلاله كل هذه الاتهامات مؤكدين أن ليس كل ما يتم تصويره يبث في حينها..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى