اسلاميات

الحسن بن علي بن أبي طالب

الحسن بن علي بن أبي طالب

رضي الله عنه … الصلح مع معاوية ونزوله عن الخلافة .. گانت دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام للحسن رضي الله عنه بأن يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين هي الدافع الأكبر لسبط رسول الله للإقدام على الصلح مع معاوية رضي الله عنه بعد مقتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكان الحسن – بعد مبايعته من قبل أهل العراق – قد خرج بجيشه من الكوفة إلى المدائن، في الوقت نفسه الذي تحرك معاوية من الشام وقبل أن يلتقي الجيشان قام الحسن ومعاوية بتبادل الرسل حتى وقع الصلح بينهما. ونتج عن هذا الصلح أن تنازل الحسن عن الخلافة وسلمها إلى معاوية رضوان الله عليهما وهو ما لم يرض بعض أتباع الحسن مما دفعهم لمحاولة اغتياله لكن الله أنجاه من هذه الفتنة.
وقد خطب الحسن في جيشه أثناء مفاوضات الصلح قائلا: “أيها الناس، إني قد أصبحت غير محتمل على مسلم ضغينة، وإني ناظر لكم كنظري لنفسي، وأرى رأيا فلا تردوا علي رأيي. إن الذين تكرهون من الجماعة أفضل مما تحبون من الفرقة”. ثم خطب في أهل الكوفة حين ترك المدائن بعد أن وفقه الله للصلح فقال: أما بعد، فإن أكيس الكيس التُقى، وإن أحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما كان حقا لي تركته لمعاوية إرادة لإصلاح هذه الأمة وحقن دمائها، أو يكون حقا كان لامرئ كان أحق به مني ففعلت ذلك “وإن أدري لعله فتنة ومتاع إلى حين”.
وقد اشترط الحسن على معاوية العمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء من بعده، كما تم الاتفاق على العفو عن الجميع فيما أصابوا من الدماء، وعدم مطالبة أحد بشيء كان في أيام علي فكان ذلك بمثابة قاعدة أساسية للعفو المطلق وتأسيسا لمرحلة جديدة من السلام والاستقرار .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى