رجل سمع النبي صوت نعليه في الجنة
كتبت /إيمان صلاح
سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه
انه الرجل الذي رفع الآذان فوق الكعبة يوم فتح مكة
بل انه الشخص الذي اشتاقت اليه جنة الرحمن
انه ” صوت الاسلام ” .. بلال بن رباح
• وُلد رضي الله عنه بعد حادث الفيل بثلاث سنين أو أقل .. وقد كان رضي الله عنه شديد السواد .. طويلاً .. نحيفاً .. له شعر كثير
• لقد كان بلالا رضي الله عنه عبداً لأُناسٍ من بني جُمَح ” قبيلة بمكة ” .. و كانت امه إحدى جواريهم .. وكان يسمع أمية بن خلف – احد شيوخ بني جمح – وهو يتحدث مع أصدقائه عن الحبيب صلى الله عليه وسلم وقلوبهم تمتلأ غيظاً وكرهاً له .. ومع ذلك كانوا لا ينكرون أخلاقه ورجولته وصدقه ورجاحة عقله .. وكل ذلك يصل إلى سمع بلال رضى الله عنه حتى أحس من داخله بأن هذا الدين هو الدين الحق وبأن هذا النبي هو طوق النجاة الذي أرسله الله إلى تلك الأمة .. ويستجيب بلال لنداء الحق ويذهب إلى النبي ويعلن إسلامه
• وما هي إلا ساعات حتى شاع خبر إسلامه وإذا بالسادة يعرفون ما حدث .. فيصبون عليه العذاب صباً ..وكان بلال صادق الإسلام طاهر القلب .. وكان أمية بن خلف يُخرجه إذا حميت الظهيرة فيلقيه على ظهره عارياً فى صحراء مكة و يأمر بوضع الصخرة الكبيرة على صدره ويقول له ستظل هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتُمجد آلهتنا .. فيقول هو أحدٌ أحدٌ .. و مع أن الله قد رخص للمؤمنين وقتها أن ينطقوا بكلمة الكفر طالما أن قلبهم مطمئن بالإيمان .. لكن بلال رفض أن يشمت أعداء الإسلام بالإسلام وأهله .. وهكذا كان يستعذب العذاب فى سبيل الله
• مر أبو بكر رضى الله عنه فوجد بلالا رضى الله عنه يعذب فى صحراء مكة وهو يردد النداء الخالد أحد أحد .. فأتى بالأموال ليشترى العبيد خشية أن يُفتنوا فى دينهم
• واشترى أبو بكر بلالا وهو مدفون فى الحجارة بخمس أواق ذهبا .. فقالوا : لو أبيت إلا أوقية لبعناه لك .. قال : لو أبيتم إلا مئة أوقية لأخذته
فكان عمر -رضى الله عنه- إذا ذكر عنده أبو بكر قال :أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا
• نزل القرآن فيه رضي الله عنه .. فيا لها من مكانة .. فعن سعد قال:كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون : اطرد هؤلاء عنك فلا يجترؤون علينا، وكنت أنا وابن مسعود وبلال ورجل من هذيل وآخران، فأنزل الله: {ولا تطرد الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشى يريدون وجههُ ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين } سورة الأنعام 52
• الله عز وجل يغضب لغضبه رضي الله عنه .. هل تصدقون ذلك ؟؟ .. فلقد أتى أبو سفيان على سلمان وصهيب وبلال فى نفر .. فقالوا :والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها .. فقال أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ .. فأتى النبى صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: (يا أبا بكر لعلك أغضبتهم .. لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك) وهذه مكرمة لبلال رضي الله عنه
• سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت نعلي بلال في الجنة .. فسأله عن العمل الذي جعله يصل إلى هذه المكانة .. فأخبره بلال رضي الله عنه انه كان إذا توضأ .. صلى بعد هذا الوضوء ما شاء الله له ان يصلي .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انه وصل لهذه المكانة بهذا العمل
وروى الحاكم[2] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
السُّبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم
• هاجر رضي الله عنه إلى المدينة مع من هاجر من الصحابة رضي الله عنهم .. ولما وصل إلى المدينة أصابته الحمى .. وكان رضي الله عنه يشتاق إلى مكة .. ففيها ذاق حلاوة الإيمان لأول مرة في حياته
• لما استقر المسلمون في المدينة .. كانوا يجتمعون وينتظرون الصلاة بدون نداء .. فتكلموا في ذلك .. فاقترح بعضهم ان يتخذوا ناقوساً كالنصارى كدليل على قدوم موعد الصلاة .. واقترح بعضهم ان يتخذوا بوقاً كاليهود
• وبينما هم على ذلك .. اذ جاء صحابي وقال للنبي صلى الله عليه وسلم انه رأي رؤيا وفيها صيغة الأذان .. فلما سمعه منه النبي صلى الله عليه وسلم أمره ان يعلمه لبلال .. لان صوته كان حسناً
• فلما أذن سيدنا بلال .. سمعه سيدنا عمر بن الخطاب وهو في بيته .. فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له انه رأي نفس الرؤيا التي رآها الصحابي .. فحمد النبي – صلى الله عليه وسلم – الله على ذلك
• وعن فضل الأذان يقول النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة .. وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : المؤذن يُغفر له مدى صوته و يشهد له كل رطب و يابس .. وغيرها من الأحاديث التي لا يتسع المقام لذكرها
• وتدور الأيام أيضاً ويتحقق وعد الله للمسلمين بالنصر والتمكين .. و يأتي يوم فتح مكة .. يوم العفو العظيم .. و يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بلالا بأن يصعد ويؤذن من علي الكعبة .. فأذن بلال في مشهد عظيم .. والمشركون لا يكادون يصدقون ما يحدث
• ظل بلال يؤذن للنبي صلى الله عليه و سلم طوال حياته .. فلما انتقل الحبيب صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى و حان وقت الصلاة .. قام بلال يؤذن للصلاة و النبي لم يُدفن بعد .. فلما وصل إلى قوله : أشهد أن محمداً رسول الله خنقته الدموع و احتبس صوته فى حلقه و أجهش المسلمون بالبكاء و أغرقوا فى النحيب .. و ظل هكذا ثلاثة أيام كلما وصل إلى ” أشهد ان محمداً رسول الله ” بكى و أبكى .. عند ذلك طلب من أبي بكر أن يعفيه من الأذان بعد أن أصبح لا يحتمله
• و طلب من أبي بكر أن يأذن له بالخروج إلى الشام للجهاد .. و كان الصديق يحبه حباً جماً فتردد فى بادئ الأمر .. فقال له بلال : ” إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني و إن كنت إنما اشتريتني لله فذرني أعمل لله ” .. فأذن له أبو بكر الصديق رضى الله عنه .. و ظل فى بلاد الشام عابداً زاهداً ينتظر اليوم الذى يلحق فيه بالحبيب صلى الله عليه و سلم