اخبار عربيةمقالات وتقارير

وتحقق حلمك يا أمير الإنسانية

كتب / محمد مطر الثوبيت العنزي

كان مواطنو مجلس التعاون الخليجي يحبسون أنفاسهم ، وهم ينتظرون بفارغ الصبر ما يعلنه وزير الخارجية الكويتي النشيط الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح ، وقد تسمّر الجميع أمام شاشات التلفاز بانتظار الإعلان عن حدث سعيد يحمل الفرحة للجميع ، ولَم يتأخر الإعلان من رئيس الدبلوماسية الكويتية بفتح الحدود بين الشقيقتين المملكة العربية السعودية ودولة قطر ، فعمّت الفرحة بين المواطنين جميعاً بكل أطيافهم ، وتناقلوها عبر هواتفهم المحمولة ، وكل واحد يزف البشرى للآخرين ..
لقد كانت دولة الكويت هي الرائدة – كما هي عادتها – في هذا المجال .. واستمر عملها الدؤوب المثمر بدون كلل منذ العام ٢٠١٧ .. وقد تكلل عملها بالنجاح في ترسيخ السلام والمحبة بين الأشقّاء ..
وهذه هي دولة الكويت ، حيث حباها الله بحكام يتميزون بالحكمة وبعد النظر وقد ورثوا هذا كابراً عن كابر ، يقول الشاعر :
اذا خلا سيد قام سيد
قؤول بما قال الكرام فعول
ولو ذهبت أعدد مآثر حكام الكويت من آل الصباح الكرام لضاق بي الوقت ، فمآثرهم معلومة ومعروفة ، وهي أشهر من الشمس في رابعة النهار .. ولكني سأختصر بعضاً منها في هذا المقام ، حيث ابتدأ صاحب السمو الراحل أمير الانسانية وشيخ الدبلوماسية وحكيمها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه .. ابتدأ بالعمل على المصالحة ، وقد كان رحمه الله شديد التفاؤل ، ويتميّز بابتسامته التي لاتفارق محيّاه المشرق مهما كانت الظروف ، وقد كان هذا حلمه الذي ظل يعمل على تحقيقه ، ذلك الحلم المستحق هو المصالحة في البيت الخليجي ، وقد كان يؤسس لذلك بهدوء وتؤدة ، وهو شديد الثقة بنجاح هذا العمل المخلص .. حتى كاد ينتهي منه .. ولكن الله سبحانه اختاره الى رحمته .. فخلفه أخوه صاحب السمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح فأكمل مسيرته المعطاءة في إنجاز هذه المصالحة والعمل بحكمته المعهودة من أجل السلام ، فكان بحق وبكل جدارة خير خلف لخير سلف .. كما أنه كان مخلصاً لمدرسة أخيه في العمل على السلام والاستقرار .. وصاحب السمو حفظه الله ورعاه معروف بحكمته وبعد نظره .. وقد حقق الله على يديه ما كان يصبو إليه صاحب السمو أخوه الراحل وما يصبو اليه كل مواطن في دول مجلس التعاون وكذلك كل مواطن عربي ، وأقول إن أميرنا أصبح الأمل لهذه الأمة وأدعو الله أن يكلل كل أعماله بالنجاح ، فهو يعمل للصالح العام لكل الدول العربية والإسلامية وللعالم أجمع ..
إن نجاح دولة الكويت في رأب الصدع في هذه الظروف يدل على أنها دولة العطاء والحكمة ، وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حكامها الذين يتصفون بالحكمة وبعد النظر والعمل على لمّ الشمل وترسيخ السلام .. وما أحوج شعوبنا لذلك .. !!
وإنني أقول جازماً بأن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي لا يمكن أن ينسوا هذه الوقفة من دولة الكويت وحكامها الذين بذلوا جهودهم من أجل المواطن الخليجي والعربي .. وهم بذلك لهم الريادة في ميادين العز والفخار ..
إن الاجتماع قوة كما قال تعالى : ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ”
والتفرّق ضعف ..
وكما يقول الشاعر :
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسّرا
وإذا افترقن تكسرت آحادا
ويحق لنا أن نفتخر بحكامنا في دولة الكويت ، وقد عملوا بالحكمة ” أشعل شمعة بدلا من أن تلعن الظلام”فقد أشعلوا لنا المصابيح المضيئة لتنير لنا الطريق ..شكراً لأميرنا صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولصاحب السمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولحكومتنا الرشيدة وندعو الله ان يتمم الخير للجميع بمستقبل زاهر لنا وللأجيال القادمة انه سميع مجيب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى