أدب

معادن البشر بين الحلو والسئ

بقلم إيڤيلين موريس
الناس معادن من السخونة تنصهر أو لونها الحقيقي يبان ويبرق من النقاء، البعض منها دهب مُصفي والبعض حديد يصدأ من الهواء لو لم يكن متعادل بمعادن أخري كي تقويه وتحفظه.
كل منا يرى نفسه أنه جيد ويرى في الاخر السوء وهذا يزيد الأمر تعقيدا فإن كنا جميعا جيدين فمن هم السيئين إذًا.
إن الله عز وجل لم يخلق شيئاً رديا وخاصة الإنسان… ” وقال الله نخلق الانسان علي صورتنا كشبهنا” أي صورته في القداسة والعقل وأخري ، ورأي الله الإنسان فإذا هو حسن جدا .
فكيف لي أو لغيري إذا أن أغير ما قال الله عنه أنه حسن جداً !
الحقيقة أن سقوط الإنسان أدي إلي تشوه تلك الصورة المقدسة ” الحلوة” ولكن هذا لا يعني عدم وجودها ولكننا نحتاج أن نبحث عنها ونحاول أن نراها ونخرجها من أعماق الآخرين ولا نقف أمام الصورة الخارجية ، بمعني الآتي :
* لو سلمنا بأن الناس الحلوة هي التي تبتسم دائماً في وجهك مهما كان المر والحزن بداخلها كي لا تشعرك بآلامها ، فأيضا الناس التي تذرف عيونها بالدموع حين تراك وترتاح حين تحكي لك عن أوجاعها هم أُناس تري أنك تملك قلبا حنونا وروحا دافئة لذا فتحت قلبها لك كي تفرغ ما فيه من هموم وهي تثق بك تمام الثقة وليس لأنها تريد أن تحزنك أو تكئبك .
* ولو رأينا بأن الناس الحلوة هم هؤلاء الذين حين يروك يفسحون لك مكانا كي تجلس بينهم وتستقبلك بإبتسامة وترحاب، فأيضا أولئك الذين لا يفعلون هكذا ربما يشعرون بالضيق من أمر ما ولا يريدوا أن يشعروا بذلك حتي لا يكونوا سببا لحزنك .
*ولو كنا نعتقد بأن الناس الحلوة هم هؤلاء الذين تحمر كفوف أيديهم من شدة التصفيق في مناسباتك السعيدة ويفضلن الوقوف جانبك بالساعات عن الجلوس بعيدا عنك كي يشاركونك فرحك وفرحتك، فهذا لا يعني أن من لا يفعلها أقل حبا لك فربما لديه آلم يمنعه من الوقوف لساعات طويلة وربما تحامل علي نفسه كي يأتي ويشاركك وقد لا يتوقف قلبه عن الدعاء لك بالخير والسعادة وانت لا تشعر بذلك.
وفي هذا يكثر الحديث لكن الخلاصة أنه لا يجب أن نميز بين البشر يقولنا هذا حلو وهذا سئ فالناس أشكال وأنواع وكل منا بداخله الجيد والردئ، أما ما يجعل إحدي الكفتين تميل عن الأخري هو مقدار عمل الله ووضوح صورته داخلهم ونحن حين نحكم علي الآخر ونقر بأنه ردي أو سئ فنحن بذلك نقع في خطية الإدانة في الوقت الذي قد يكون هو أفضل منا بجهاده ضد كل ما هو سئ فيه ليصير علي صورة خالقه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى