يواصل فيروس كورونا، على مدار الساعة، تسجيل حالات إصابة جديدة، وكذلك وفيات في مختلف بلدان العالم، فتتغير الأرقام بشكل متواصل دون توقف، وسط الحديث عن سلالة جديدة من الفيروس وصفت بأنها الأكثر شراسة.
وانتشرت خلال الأسابيع الأخيرة سلالة جديدة من الفيروس في المملكة المتحدة، وجرى تسجيل حالات خارج الأراضي البريطانية، بينها الدنمارك وهولندا وأستراليا، وعلّقت دول أوروبية عدة الرحلات الجوية الآتية من المملكة المتحدة التي حذّرت من أن السلالة الجديدة “خرجت عن السيطرة”.
الأمر الذي أجبر عدداً من الدول حول العالم على إغلاق منافذها البرية والبحرية والجوية خلال الفترة المقبلة، خوفا من تفاقم الوضع الوبائي بها.
وحتى صباح اليوم الخميس، اقترب عدد حالات الإصابة بالفيروس في أنحاء دول العالم لـ80 مليونًا، في منعطف مهم من تفشي الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون و700 ألف شخص في عام واحد فقط، منذ مروره للبشرية عبر بوابة الصين.
وكشف الموقع الاحصائي «ورلد ميتر»، المتخصص في رصد احصائيات الفيروس عالميًا، وصل عدد الإصابات حتى الساعة 7:25 من صباح اليوم الخميس 24 ديسمبر، بتوقيت القاهرة إلى 79,057,408 حالة في جميع بلدان العالم.
فيما وصلت حالات الوفاة إلى 1,737,751 شخص، وذلك منذ ظهور الوباء لأول مرة في ووهان التابعة لمقاطعة هوبي الصينية، وحتى الآن بعد انتشاره حول العالم.
من جانبه كشف الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط، أمس الأربعاء، عدم اعتماد أي لقاح خاص بعلاج فيروس كورونا من قبل المنظمة حتى الآن، حيث لا تزال في طور مراجعة النتائج والتفاصيل الخاصة باللقاحات الجديدة لاعتمادها تدريجيًا.
وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، حول البعثات التقنية التي أوفدها المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى عددٍ من بلدان الإقليم لدعم الاستجابة لجائحة كوفيد-19 على الصعيد الوطني، ومناقشة مستجدات جائحة كورونا.
وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أنَّ لقاحات فيروس كورونا أصبحت في المتناول، حيث تمّ تطوير 3 لقاحات مأمونة وفعالة وبدأ التطعيم في إقليم شرق المتوسط، لافتًا إلى أنَّ المكتب الفني بالمنظمة يراجع النتائج والتفاصيل الخاصة باللقاحات الجديدة لاعتمادها تدريجيًا.
وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية من أنَّ الفترة المقبلة ستكون صعبة على إقليم شرق المتوسط، مشيرا إلى أن هناك دراسات مستمرة على تحور الفيروس وإذا ما كانت زيادة الأعداد نتيجة لتخفيف الإجراءات من جانب المواطنين أم ما السبب.
وشدَّد على أنه تظل الطريقة المثلى لوقاية أنفسنا من الوباء كما هي، عن طريق الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة والحرص على التباعد الاجتماعي، مؤكدًا أنه يجب الالتزام بهذه الإجراءات حاليًا أكثر من أي وقتٍ مضى، مطالبًا وسائل الإعلام بالحرص على أن تكون التغطية بشأن لقاحات كورونا مستندة على حقائق، لأنَّ هذا ليس وقت إثارة أو بحث عن عناوين جذابة.
ولفت المنظري إلى أنَّ بعض البلدان في الشرق المتوسط لديها إمكانية الفحص ومتابعة تسلسل الفيروس، مطالبًا البلدان بزيادة كفاءة التسلسل للوقوف على تطورات الفيروس.
وعن معدلات الإصابة بفيروس كورونا قال المنظري إن منظمة الصحة العالمية أبُلغت بقرابة 4.6 مليون حالة إيجابية جديدة بفيروس كورونا على مستوى العالم خلال الأسبوع الماضي، مؤكدا أنه رقم قياسي جديد منذ بداية اندلاع الجائجة.
وأضاف أنه تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن 78000 حالة وفاة جديدة خلال الأسبوع الماضي، وتجاوَز إجمالي الحالات التي أُبلِغت بها المنظمة 75 مليون حالة، مع تسجيل أكثر من 1.6 مليون حالة وفاة.
ولفت إلى أنه على المستوى الإقليمي شهدنا اتجاها عاما لانخفاض عدد الحالات والوفيات خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث أبلغ 15 بلداً من أصل 22 بلداً عن انخفاض عدد الحالات، وأبلغ 13 بلداً عن انخفاض عدد الوفيات.
وشدد أن منظمة الصحة العالمية تواصل العمل مع جميع بلدان الإقليم لرصد الوضع الراهن، وتقديم الإرشادات والتوصيات المناسبة لتعزيز تدخُّلات الاستجابة، وستكون الأسابيع المقبلة حرجة، مرجعا ذلك إلى اجتماعات الناس في الاحتفالات والمواسم والأعياد، فضلا عن انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء.
وأوصى المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بضرورة تجنب السفر والتجمعات الكبيرة غير الضرورة للحد من انتشار فيروس كورونا ومنع حدوث أي طفرات للفيروس، مشددا على عدم تخفيف التدابير الاجتماعية خلال موسم الأعياد المقبلة.
واعتبر المنظري أن تطوير 3 لقاحات مأمونة ومفعالة من فيروس كورونا في وقت قياس وبدء حصول الناس على التطعيمات بالفعل إنجاز كبير يلوح في الإفق، لافتا إلى أن المنظمة تعمل مع الشركاء لضمان تحقيق الإنصاف في توقير اللقاحات لاسيما في البلدام منخفضة ومتوسطة الدخل.
ونوه إلى أنه خلال الأسبوع الماضي أبُلغ المسؤولين بمنظمة الصحة العالمية في جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة عن اكتشاف سلالات جديدة من فيروس كورونا المتسجد مسببة لسراية كوفيد 19 في بلدانهم، لافتا إلى أن السلالة الجديدة كانت قد ظهرت في المملكة المتحدة واكتشفت بأعداد قليلة في أستراليا والدنمارك وإيطاليا وآيسلندا وهولندا.
ووضح أن السلالتين اللتين أبلغت عنهما جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة مختلفتان، وكل منهما نشأ على حدة حسبما أظهرت نتائج التحاليل، حيث تبين أن هذه السلالة الجديدة تنتقل بسهولة أكبر ولكن لا يوجد ما يشير إلى وجود احتمالية أكبر لتسببها في مرض وخيم أو تأثيرها على اللقاحات الجديدة.
وأكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أنه حاليا تُجرى دراسات لتحديد ما إذا كانت زيادة الانتشار ترجع إلى سلالة الفيروس نفسها أم إلى ما حدث من تغيرات في سلوك الناس على مدى الأشهر الماضية، موضحا أن جميع الفيروس ات تتحور أثناء سريانها وهو ما يؤدي إلى تغييرات في خصائصها، ولكن تظل الطريقة المجدية للوقاية هي اتباع التدابير الوقائية بجدية.
زر الذهاب إلى الأعلى