دياب يشكُر للكاظمي وقوفه إِلى جانب لبنان وحنينٌ إِلى حرب أُكتوبر
مدير مكتب لبنان – رزق الله الحلو
عرض رئيس حُكومة تصريف الأَعمال حسّان دياب، اليوم الثّلاثاء في دارته في تلّة الخيّاط، مع وزير الطّاقة في حُكومة تصريف الأَعمال ريمون غجر، والمُدير العامّ للأَمن العامّ اللواء عبّاس ابراهيم، لنتائج زيارتهما العراق، والتّفاهم الأَوّلي في شأن تزويد لبنان باحتياجاته مِن المُشتقّات النّفطيّة مِن العراق. ونوّه دياب بنتائج الزّيارة، وبالدّور الّذي قام به اللواء ابراهيم، والجهد الّذي بذله مع الوزير غجر، شاكرًا لرئيس الحكومة العراقيّة مصطفى الكاظمي وقوفه إِلى جانب لبنان.
وفي هذا السّياق، غرّد الوزير السّابق وئام وهّاب، عبر حسابه على “تويتر”: “وعد الرّئيس مُصطفى الكاظمي ووفى، والنّفط العراقيّ سيصل قريبًا. شكرًا للعراق دولةً وشعبًا والأَهمّ مِن النّفط أَن نبدأ مشروع السُّوق المشرقيّة المُشتركة”.
وتشريعيًّا، أَعلن نائب رئيس مجلس النوّاب إِيلي الفرزلي “عدم عقد جلسةٍ للجان المُشتركة غدًا الأربعاء، بسبب عدم الدّعوة إِلى عقد الاجتماع رسميًّا، ودُخول البلاد في عُطلة الأَعياد، على أَن يُصار إِلى تحديد موعدٍ لاجتماع اللجان المُشتركة لاحقًا”.
جريمة قتل جوزف بجّاني
إِلى ذلك، توالت اليوم أيضًا ردّات الفعل والمواقف الشّاجبة لجريمة اغتيال الشّاب جوزيف بجّاني أمس الاثنَين، حين كان يستقلّ سيّارته صباحًا مِن أمام منزله في منطقة الكحّالة، على يد شابين أطلق أحدُهما النّار على الضّحيّة مِن مُسدّسٍ كاتم للصّوت، والآخر أخذ هاتفه الخلويّ من السيّارة، ومن ثمّ لاذ الاثنان بالفرار، مستقلّين درّاجةً ناريّة. وما أثار الشّكوك في سبب ارتكاب الجريمة، أن الجانيَين سرقا الهاتف، فيما كان القتيل يعمل مُصوّرًا، وقد ربط البعض بين الجريمة وتصوير لقطاتٍ مِن مرفإِ بيروت فور وقوع الانفجار، ما يطرح إمكان قتل جوزف لإخفاء معالم وإثباتات مُصوّرة قد تفضح الجهة المسؤولة عن تفجير مرفإ بيروت.
وفي وزارة الدّاخليّة استقبل الوزير محمّد فهمي رئيس بلديّة الكحّالة جان بجّاني، الّذي اطّلع مِنه على الاتّصالات الّتي أَجراها مُنذ اللحظة الأُولى لمقتل المُصوّر الشّاب جوزف بجّاني مع المُدير العامّ لقوى الأَمن الدّاخليّ اللواء عماد عُثمان. وقد أَكّد الأَخير العمل على الإِسراع في التّحقيقات في الجريمة المُروّعة الّتي أَودت بحيات بجّاني”. كما وأَكّد فهمي “مُتابعته الحثيثة للقضيّة حتّى كشف المُجرمين”، مُشدّدًا على أَنّ “جريمة الكحّالة المُنظّمة لن تمرّ”.
وفي المواقف من الجريمة المُستنكرة، سأل النّائب سيمون أبي رميا عبر حسابه على “تويتر”: “كاتمٌ للصّوت أَودى بحياة جوزف بجّاني. من ولماذا؟ قرأْنا سيناريوهاتٍ خطرةً ومُعطياتٍ مُدهشةً. على القضاء والأَجهزة الأَمنيّة إِعطاؤُنا الأَجوبة الشفّافة والسّريعة. هل سيفضح القضاء كاتم الصّوت أَم سيتم كتم أَسرار كاميرا جوزف؟”.
كذلك، ندّد “المرصد الأُورومُتوسّطيّ لحُقوق الإِنسان” بشدّةٍ بـ “اغتيال المُصوّر جوزف بجّاني. وقال المرصد ومقرُّه جنيف في بيانٍ، إِنّ فريقه الرّقميّ “اطّلع على مقطع (فيديو مُصوّر) مِن كاميرا مُراقبة بالقُرب مِن منزل الضّحيّة، إِذ أَظهر (الفيديو) تقدُّم مُسلّحَيْن اثنَيْن نحو مركبة الضّحيّة فور إِغلاقه باب المركبة من جهة مقعد السّائق، ليفتح أَحدهما الباب ويُطلق في اتّجاه الضّحيّة نحو 4 رصاصاتٍ قاتلةٍ مِن مسافة صفر، ومن ثمّ عبث بمحتويات الضّحيّة واستولى على هاتفه المحمول قبل أَن يُغلق باب المركبة ويلُوذ هو ومُساعده بالفرار من المكان”… وبيّن “المرصد الأُورومُتوسّطيّ” أَنّ “حادثة الاغتيال هذه ليست الأُولى خلال الفترة الأَخيرة، ففي بداية الشّهر الجاري اغتيل العقيد المُتقاعد في جهاز الجمارك مُنير أَبو رجيلي لأَسبابٍ مجهولةٍ، إِذ عُثر على جثّته داخل منزله في قضاء جُبيل غرب البلاد، بعدما تعرّض للضّرب بآلةٍ حادّةٍ على رأسه، بعد أَسابيع قليلةٍ مِن استدعائه للتّحقيق في انفجار مرفإِ بيروت”.
وحذّر المُدير الإِقليميّ للمرصد في الشّرق الأَوسط وشمال أَفريقيا أَنس جرجاوي مِن “خُطورة انزلاق لُبنان نحو مُستنقع الاغتيالات والتّصفيات الجسديّة”، مُطالبًا الحُكومة اللُبنانيّة بـ “سرعة توجيه الأَجهزة المُختصّة للتّحقيق في حوادث الاغتيال، وتحديد الجُناة ومُعاقبتهم ومنع إِفلاتهم مِن العقاب”.
إِلى ذلك استقبل البطريرك المارونيّ مار بشاره بُطرس الرّاعي اليوم في الصّرح البطريركيّ في بكركي، قائد الجيش العماد جوزاف عون يرافقه رئيس فرع مُخابرات جبل لبنان في الجيش العقيد طوني معوّض، في زيارة تهنئةٍ بالأَعياد، وكانت مُناسبةً عرض فيها العماد عون لأَبرز مهمّات المُؤسّسة العسكريّة على “الصّعيد الدّفاعيّ والأَمنيّ والإِنمائي وسط الظُّروف القاسية الّتي يمرّ فيها لبنان، والّتي تُؤَكّد الجهوزيّة التامّة والدّائمة للجيش في مُواجهة أَيّ خطرٍ مُحتملٍ”.
إِسرائيل وطرد اللبنانيّين
في الشّأن الاغترابيّ، رأَى الوزير السّابق نقولا التّويني في تصريحٍ أَنّ “إِسرائيل تُعيد سيناريو قديمًا قامت به في أَفريقيا، نجحت فيه بالإِحلال عوضًا مِن اللُبنانيّين، واعترفت القارّة الأفريقيّة في غالبيّتها بالدّولة الصّهيونيّة، واكتسحت إِسرائيل أَسواقًا كانت لُبنانيّة في السّيطرة، وقد طُرد اللُبنانيُّون مِن أَكثر من بلدٍ أَفريقيّ وتقلّص دورهم في ما عدا بعض المحميّات الصّامدة حتّى الآن”.
وأَضاف تويني: “إِنّ تكرار هذا السّيناريو عربيًّا لن يُكتب له النّجاح وأَكبر دليل على ذلك، هو التّطبيع… الفاشل”، مُشيرًا إِلى أَنّ “إِسرائيل دولةٌ قائمةٌ على الأَوهام والأَساطير، وهي تعيش على التّوسُّع والجريمة والاستغلال كما عاشت دومًا، ولم يعُد سرًّا أَلّا وجود لمعلمٍ تاريخيٍّ أَركيولوجيٍّ واحدٍ، يُثبت صحّة وجودها في مرحلة ما قبل المسيح، وهي كذبةٌ خُرافيّةٌ ومُؤَسّسةٌ لا تملك مُقوّمات العيش مِن بعد الوجود التّاريخيّ الاجتماعيّ، لأَنّ المقيّمين فيها هُم مجموعةٌ غربيّةٌ كاسرةٌ لن تُستوعَب مِن مكوّنات الشّعب العربيّ”… وتابع: “ما علينا إِلّا التّطلُّع إِلى حرب أُكتوبر المجيدة حيث اجتاحت الجُيوش المصريّة والسُّوريّة والعراقيّة ودولٌ عربيّةٌ أُخرى معاقل التّكنولوجيا العسكريّة الإِسرائيليّة وحُصونها، ودمّرتها بالكامل. كذلك حُروب لبنان حيث لم تحصد إِسرائيل إِلّا الهزيمة والخُضوع والانسحاب المُخزي مِن دُون شرطٍ”.
وختم: “لقد تخلّص الغرب مِن المُشكلة اليهوديّة بالتّصدير إِلى شرقنا العربيّ. والحُروب مُتواصلةٌ مُنذُ عشرات السّنين. وهدف السّيطرة على أَغنى منطقةٍ جُغرافيّةٍ في العالم لم يتغيّر بعد استلام أُوروبّا ومِن ثمّ أَميركا زمام المُبادرة مِن الإِمبراطوريّة العثمانيّة الفاشلة. واليوم تُريد إِسرائيل إِحلال نفسها مكان الإِمبراطوريّات الاستعماريّة الفاشلة، وفي سبيلها طرد اللُبنانيّين مِن مواقعهم في الأَقطار العربيّة. هذا مُخطّطٌ هوليوديٌّ كمُسلسلات (نتفلكس) عن بُطولات المُوساد والدّولة الغادرة. إِنّها خُرافاتٌ تاريخيّةٌ لن تمُرّ في عصر الانكشاف في أَيّامنا هذه، فكُلّ سرّ هو بالحقيقة مُعلن، والجريمة أَيضًا كذلك”.
إِحراق شجرة الميلاد
وفي مجالٍ آخر، أَحرق مجهُولون ليل أَمس الاثنَين، شجرة الميلاد في بلدة سير – الضّنيّة، الّتي كان تبرّع بها أَحد أَبناء المنطقة، مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، تعبيرًا عن العيش المُشترك في البلدة الضنّاويّة. ويُذكر أَنّ هذه الشّجرة كانت أُحرقَت السّنة الماضية أَيضًا، رفضًا لوضعها في البلدة.
حال الطّقس
ومِن حال السّياسة والأَمن في لبنان إِلى حال الطّقس، إِذ توقّعت “دائرة التّقديرات” في “مصلحة الأَرصاد الجويّة” في “المديريّة العامّة للطّيران المدنيّ”، أَن يكون الطّقس غدًا الأربعاء، غائمًا جزئيًّا إِلى غائمٍ مع انخفاضٍ في درجات الحرارة وضبابٍ على المُرتفعات، وتهطل أَمطارٌ مُتفرّقةٌ تكون غزيرةً أَحيانًا مع حُدوث برقٍ ورعدٍ ورياحٍ ناشطةٍ، كما وتتساقط الثُّلوج على ارتفاع 1700 مترٍ وتُلامس ليلاً 1600 م.