لا يزال حجم الاختراق والضرر الكبير الذي أحدثته الهجمات الإلكترونية المتطورة التي استهدفت المؤسسات الحكومية والشركات في الولايات المتحدة الأمريكية تتكشف يوما بعد آخر، حيث أكدت تقارير أن الهجمات طالت أنظمة معلوماتية يستخدمها كبار المسؤولين في وزارة الخزانة.
ويأتي ذلك فيما نفت الرئاسة الروسية “الكرملين”، وقوفها وراء تلك الهجمات، مُعتبرة أن الاتهامات التي تشير إلى روسيا لا أساس لها من الصحة وتندرج في إطار الخوف من موسكو.
وكشف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريحات للصحفيين، أمس الإثنين، إن هذه الهجمات الإلكترونية لا علاقة لروسيا بها لأنها ليست متورطة في هذه الهجمات، موضحًا أن جميع الاتهامات بالتورط الروسي لا أساس لها على الإطلاق وتندرج ضمن استمرار الرهاب الأعمى من روسيا، – وفق قوله.
وكانت شركة “فاير آي” لأمن المعلومات، التي كانت ضحية للهجمات الإلكترونية الأسبوع الماضي، ذكرت أنه تم استهداف الحكومات والشركات في قطاعات الاستشارات والتكنولوجيا والطاقة في ربيع عام 2020 في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
وطالت الهجمات في الولايات المتحدة، وزارة الأمن الداخلي ووزارتي الخزانة والتجارة بالإضافة إلى العديد من الوكالات الإتحادية، وفقًا لتقارير إعلامية.
وبدأ الهجوم في مارس، حين استفاد القراصنة من تحديث برنامج مراقبة طورّته شركة “سولار ويندز” للتكنولوجيا ومقرها تكساس، وتستخدمه عشرات الآلاف من الشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم.
واستهدف الهجوم الإلكتروني الواسع المنسوب إلى روسيا في الولايات المتحدة، أنظمةً معلوماتية يستخدمها كبار المسؤولين في وزارة الخزانة الأمريكية، ويرجح أن يكون المقرصنون قد تمكنوا من وضع اليد على مفاتيح تشفير أساسية، وفق ما ذكره السيناتور الأمريكي رون وايدن، الذي سبق أن شغل مقعدًا في لجنة الاستخبارات ومقعدًا في لجنة المالية في مجلس الشيوخ.
وأضاف أنه تعرضت عشرات حسابات البريد للخرق، مُستدركًا: “فضلاً عن ذلك، دخل المقرصنون إلى أنظمة قسم المكاتب الإدارية للوزارة، التي تضم أعلى مسؤولين فيها”.
وانتقد السيناتور الأمريكي بشدّة الحكومة لنقص استعدادها لمواجهة مثل هذه الهجمات، قائلاً: “تعرضنا لهجوم يبدو أنه تم بمشاركة مقرصنين مهرة، سرقوا شفرات رئيسية من خوادم تابعة للحكومة”، مُنددًا بأن ذلك حصل على الرغم من تحذيرات خبراء في الأمن الإلكتروني، يؤكدون أن الشفرات تشكّل بالنسبة للمقرصنين هدفاً لا يمكن مقاومته.
وأقرت الحكومة الأمريكية الأسبوع الماضي بالتعرض لهجوم إلكتروني ضخم، استهدف وكالات حكومية أميركية، ونسبه عدد من كبار المسؤولين، من بينهم وزير العدل بيل بار ووزير الخارجية مايك بومبيو إلى روسيا، لكن موسكو نفت نفياً قاطعاً.
زر الذهاب إلى الأعلى