تشهد مصر ودول العالم العربي، عددًا من الظواهر الفلكية اليوم الاثنين الموافق 21 ديسمبر 2020، الظاهرة الأولى هى ظهور أقصر نهار وأطول ليل فى العام، الثانية اقتران نادر بين كوكبي المشترى وزحل فيما يعرف باسم الاقتران العظيم، فيما تتمثل الظاهرة الثالثة فى وصول شهب الدبيات لذروة نشاطها.
من جانبه كشف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفيزياء الفلكية ورئيس لجنة الإعلام بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن العالم على موعد غدا الإثنين 21 ديسمبر مع الانقلاب الشتوي، والذي يتزامن في شهر ديسمبر، حيث يميل القطب الجنوبي للأرض نحو الشمس، التي تكون في هذا الوقت فوق مدار الجدي مباشرة عند خط عرض 23.44 درجة جنوبا.
وأوضح أستاذ الفيزياء الفلكية، أن هذا اليوم يعتبر ذروة فصل الشتاء (الانقلاب الشتوي) في نصف الكرة الشمالي وذروة فصل الصيف (الانقلاب الصيفي) في نصف الكرة الجنوبي، حيث تبلغ الشمس أدنى ارتفاع لها في السماء وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال، ويكون ظل الإنسان على الأرض أطول ما يمكن ويكون نهار ذلك اليوم هو أقصر نهار في السنة وليل هذا اليوم هو أطول ليل في السنة.
وعن الظاهرة الثانية، كشف أستاذ الفيزياء الفلكية، عن حدوث اقتران نادر بين كوكبي المشتري وزحل، في 21 ديسمبر 2020، ويعرف باسم الاقتران العظيم أو الكبير.
وأشار تادرس، إلى أنه يمكننا ملاحظة اقتراب الكوكبين من بعضهما البعض تدريجيا خلال هذه الأيام عندما ننظر باتجاه الغرب بعد غروب الشمس مباشرة وحتى غروبهما في السادسة والنصف تقريبا بتوقيت القاهرة، ويكون اقترانهما تماما في هذا اليوم، ثم ابتعادهما عن بعضهما البعض تدريجيا مع تبديل أماكنهما في السماء بداية من يوم 25 ديسمبر وما بعدها حتى عدة أسابيع.
وأضاف أن الكوكبين اللامعين في ذلك اليوم سيظهران على مسافة 7 دقائق قوسية فقط من بعضهما، ويكونان قريبين جدا من بعضهما البعض بشكل نادر وملحوظ يبدوان معه كأنهما كوكب مزدوج واحد.
يذكر أن الاقتران الكبير الأخير لهذين الكوكبين كان قبل عشرين عامًا في 28 مايو عام 2000، وسيكون الاقتران التالي لهما بعد عشرين عاما تقريبا وبالتحديد في 31 أكتوبر 2040، وفقا لتوقعات علماء الفلك.
أما الظاهرة الثالثة وهى وصول شهب الدبيات لذروة نشاطها بالتزامن مع الانقلاب الشتوي، فتشهدها سماء الوطن العربي، منتصف ليل الإثنين 21 ديسمبر وإلى ما قبل شروق شمس الثلاثاء 22 ديسمبر، وتعتبر آخر زخات الشهب هذا العام 2020.
وقال المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إن “الدبيات” من الشهب الصغيرة تنشط سنويًا في الفترة من 17 ديسمبر إلى 25 ديسمبر عندما تعبر الكرة الأرضية خلال الحطام الغباري المتناثر على طولِ مدار المذنب (توتال)، حيث تضرب تلك البقايا الغبارية أعلى الغلاف الجوي لكوكب الأرض وتحترق على ارتفاع حوالي 70 إلى 100 كيلومتر وتظهر لنا في صورة خط ساطع من الضوء.
وأضاف أبو زاهرة عبر الصفحة الرسمية للجمعية على “فيس بوك”، أنه بشكل عام تنتج الدبيات حوالي 10 شهب بالساعة تقريبا، بشرط أن يكون الرصد من موقع مظلم تمامًا بعيدا عن أضواء المدن وليس من البيت، وهذه السنة لن يؤثر على رصدها، حيث سيكون في طور التربيع الأول وسيغرب بعد منتصف الليل مباشرة.
وأشار إلى أنه لمحاولة رؤية بعض منها يتم مراقبة الأفق الشمالي باتجاه مجموعة نجوم الدب الأصغر، حيث تبدو الشهب تشع ظاهريا من أمام هذه الكوكبة النجمية ولكن يمكن أن تظهر الشهب من أي مكان في قبة السماء.
زر الذهاب إلى الأعلى