مقالات وتقارير
الوسائط الإعلامية الجديدة ودورها في التضليل خدمة لأجندات أعداء الأمة
الوسائط الإعلامية الجديدة ودورها في التضليل خدمة لأجندات أعداء الأمة العربية
.بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..سورية
تعلمت من تربيتي، ومن خلال تجربتي المتواضعة ،في الحياة أن أسأل وأحلل وأحدد
وأبحث فيما وراء الخبر ونقل الخبر وربما كان لمعاشرة مجلس النساء صغيرا دور في ذلك
من خلال اجتماعهن بأمي رحمها الله والتي كنت أقوم معها بأعباء العمل المنزلي
النسائي من تنظيف وطبخ وغسيل وكوي وكل دقيقة وصغيرة في علم النساء كوني
الكبير من إخوتي، ولمعاشرة جدي ومجالس الرجال وامتهان العمل الزراعي الذي يتطلب
الحكمة والصبر، والمثابرة والوعي، والذي كان يعلمني الصبر بوضع حصاة مابين كفي
اليمين ومقود الصمد أو المحراث البدائي الذي كان يقوده بغلين ويضع كفه فوق كفي
حتى أخال عظام كفي تتفتت من شدة الألم وهكذا إلى أن أصبحت أقود الصمد او
المحراث لوحدي من دون أن أنحرف يمينا او شمالا محافظا على استقامة خط الفلاحة
ومن غير قسوة او إجهاد للبغلين،وتبدو الأرض رااائعة المنظر بترابها الأحمر المحروث
وبخطوط متشابهة سوية مستقيمة تماما وكان جدي والد والدتي رحمها ينظر إلي
مبتسما مفتخرا بي فالله عوضه عن أخوالي الذين فارقوا الحياة باكرا بي.
وللوصول إلى سوية في الكلام في هذا المقال يجب وضع حصاة لنصل إلى حقيقة دور
الإعلام العربي الحالي المضلل الذي جعل الشعوب العربية في حالة هيستريا الفوضى
وعدم الإستقرار وهيجان تماما مما تسبب في تفلت محراثها وبالتالي تمردها على عدم
السير بصبر وروية وحكمة في حياتها تحت حكم أشخاص يقودونها وحاشى قدر الشعوب
العربية عن توصيفها بالبغال ولكن حقيقة الحال أن في الحياة راع ورعية وكل راع مسؤول
عن رعيته وكذلك هذا الراعي ربما لايجيد الحراثة باستقامة للخطوط ولكنه يضع حتما
طاقته وجهده وإن لم تساعده رعيته لن تكون الحراثة جيدة وبالمستوى المطلوب وما
حصل أن الإعلام العربي كان بمثابة أنثى البغل الذي هيج بغلي الحراثة وجعلهما يتمردان
على فلاحهما ويلحقا تلك الأنثى بقصد إشباع غريزتهما الحيوانية وكان خطأ الفلاح فظيعا
في عدم إخصاء أو قطع خصيتي البغلين وأقصد الإعلام العربي المضلل ربما من عمل
بالفلاحة او الحراثة قديما يفهم كلامي تماما.
فانتشار القنوات الفضائية والصحف الالكترونية لم تعكس تطورا ثقافيا تعليميا حكيما فيه
خير ونفع الأمة العربية، بل أرسى ثقافة الإختلاف والفتنة بحجة الديمقراطية وأرسى
ثقافة التمرد على حكام ينهجون بما قدروا واستطاعوا سياسة الصمود وعدم التطبيع
وقبول إملاءات أمريكا مع العدو الإسرائيلي ولو بالحد الأدنى وحسب إمكانات شعبه
ودولته، بالإضافة إلى انتشار الأمية الأبجدية وعدم الوعي لما يسمع هذا العربي من
أخبار مضللة.
وهذا الإعلام موجه مدفوع الأجر وذو خطط وبرامج مدروسة وممنهجة هدفه الوصول إلى
غايتين إثنتين، الأولى إنهاك جميع الدول العربية إقتصاديا وتفككها أخلاقيا وفرط عقد
لحمتها القومية والقطرية أجتماعيا.
الأمر الثاني ضرب الجيش من خلال الشعب والعكس صحيح وبالتالي لن يبق جيش
عربي واحد قادرا على مواجهة اسرائيل ومتخذا عقيدة واستراتيجية الصمود والتصدي
لهذا السرطان الذي زرع في قلب الأمة العربية والمسمى بكيان ودولة اسرائيل.
للأسف وهذه حقيقة تحليلية عقلانية منطقية توصلت إليها، أن قناة الجزيرة ومن بعدها
العربية ومن بعدها السكاي نيوز وتقريبا معظم القنوات الخليجية الإعرابية العبرية وليس
العربية، كانت وماتزال تعمل على تحقيق الهدفين الذين ذكرتهما سابقا وأعلاه.وأعتبرهذه
القنوات وتوابعها التي تفرعت عن ماأسموه ثورات الربيع العربي هي المسؤولة عن
تدمير العراق وسورية وليبياواليمن والسودان وحاليا الجزائر وتونس ومصر التي تعيش
حالات غليان وعدم استقرار واضطراب لشعوبها.
وهذه الدول جميعها تنتهج في دساتيرها النظام الجمهوري وفقط ليبيا كانت جماهيرية بتحريف ونظرية العقيد القذافي في كتابه الأخضر والذي انتهى به وبحاله ليكون كتابا أحمر، وبينما الدول التي تتبع نظاما إماراتيا وملكيا أو تنتهج حكما ملكيا فأوضاعها مستقرة لسببين وفرة النفط ووفرة عمالة هذه الأسر لاسرائيل وأمريكا ولم يعكر استقرارها شيء سوى مملكة البحرين التي قامت فيها ثورة حقيقية ولو أنهم وقفوا ضدها وأقصد دول الخليج بشك عام والسعودية بشكل خاص لإعتبارات مذهبية كما حركوا قطعانهم في سورية كذلك ضد حكم حزب البعث العلماني ولكن حقيقة حركوا قطعانهم أيضا لاعتبارات مذهبية تحت ستار الديمقراطية والحرية وما يجعل الإنسان يضحك أو أعتبره شيئا يدعو للجنون أن تلك الدول الخليجية التي دعمت تمرد الشعوب على حكامها لا يوجد فيها أبدا ولو بالحد الأدنى مما تدعو إليه من الحرية والديمقراطية فهي جميعها ملكيات استبدادية زرعت على أراضيها قواعد عسكرية لحماية كراسي عروشها من شعوبها وقواعد إعلامية لمحاربة حكام الجمهوريات من الدول العربية وانا أعتبر أن أسوأ رئيس عربي ينتهج حكما جمهوريا هو أشرف وأنبل وأطهر من لحى وذقون هؤلاء الملوك.
إن المناخ الإعلامي المهيمن حاليا على الساحة العربية هو مناخ ضخ ودس السم في العسل للشعوب العربية مما يؤدي دائما وبشكل دااائم وعلى مر العقود والسنوات في عدم استقرار هذه الجمهوريات العربية وشعوبها والعمل داااائما على إنهاكها وقد لاحظت أن هذا الإعلام في الفترة الأخيرة يسعر من حملته ضد مصر تحديدا وسورية التي تتجه إلى الأستقراروكذلك تونس التعبانة والجزائر الهائجة والسودان بحركات شعبها الغوغائية وكلها مطالب حق يراد بها باطلا ألا وهو دمار هذه البلدان وتوقف عجلة نموها واستقرارها وإرجاعها حتى إلى العصور البدائية بتدمير شعوبها لبنيتها التحتية من خلال الهجوم واستهداف جيوشها لتكريس الفقر لهذه الشعوب والتي تعيش إن استقرت الأحوال فاستمرارية النظام والحال يعطي نتيجة متفاوتة من بلد لبلد في العيش الكريم او المستور والماشي الحال.
وتكرس هذه القنوات سياسة تأليب الأكثريات على الأقليات كما الحال في معظم الدول العربية أو تأليب الأقليات على الأكثرية والهدف الإصطدام وعدم الوئام وبالتالي لن يكون او تكون دولة عربية واحدة من هذه الجمهوريات مستقر حالها وقوي جيشها ومعدل نموها الإقتصادي والعلمي والثقافي مرتفعا أبدا بل إلى تدهور وانحطاط وتردي وللأسف هذه الشعوب لاتفهم فمن غير استقرار الحكم والحكومات لن تدور عجلة الاقتصاد والتحكم والتوجيه ومتابعة تنفيذ خطط الإنماء لهذه الشعوب وبالتالي توقف دماغ ومخ هذه الدول أقصد الرؤوساء والحكومات والتي أشبهها هنا بالدماغ توقفها أو تعطيل صلاحيتها عن إعطاء الأوامر إلى باقي جسم وجسد هذه الدول.
سابقا ما جعل الأمة العربية في انهيار وانحطاط هو الاختلاف على السلطة وأجج الخلافات علماء الدين مما زاد الطين بلة.
لن أسرد تاريخا أمقته ولا يجعل لي مكانا كعربي في هذا العالم الذي أنكر وبكل جحود وصلافة فضل العرب على الحضارة بشكل عام بل سأدخل بإعطائك الدواء مباشرة والجواب بغض النظر عن تاريخنا المشرق باختراعاته في القرون الوسطى الذي كانت فيه بغداد والأندلس محج الطلاب والدارسين من الأوروبيين.
المناخ الثقافي العربي العام يصنعه إعلام عربي معاد حتى لفكرة تعاضد عربي وتضامن عربي ويثير الفتن والأكثرية ضد الأقليات بالإضافة إلى وسائل وبرامج التعليم العربية التي تعاني من إثارة النعرات ضد بعضهم البعض والتخلف مع رجحان تكريس الحقد والعداوة وسياسة المؤامرة والغدر والطعن بالظهر بالخنجر وتكريس الانهزامية والاتكالية وثفافة الأستسلام.
فمستخدم الوسائط الاعلامية وشبكات الانترنت لا يهتم إلا بما هو مضلل ولذلك التضليل الذي تقوم به دويلتين إعلا ميتين اسرائيليتين هما الجزيرة والعربية هما من أوصلانا إلى ما نحن فيه حاليا بنشرها الأفكار الانهزامية المريضة والمحرضة الشعوب العربية على بعضها البعض.
أدعو إلى إلغاء دراسة التاريخ العربي ودراسة تاريخ الغرب وتفاصيله الدقيقة وكيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه رغم وجود الاشتراكية سابقا والرأسمالية الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس والإلحاد.
إن قرأنا تاريخهم سنجد أن التعليم والاعلام بالإضافة إلى اصرارهم على التقدم والتمسك بالعلم والبحث العلمي في مختلف الميادين هو ما أوصلهم إلى ماهم فيه.
إن وزارات الإعلام العربية تعتمد سياسة تلمودية صهيونية على مبدأ تفريق العرب وافتتناهم ليقتلوا بعضهم البعض والأمريكي والأوروبي والاسرائيلي يتفرجون على هؤلاء العرب الهمج ويضحكون وبالتالي يجعلهم يتدخلون عن طريق صنيعتهم من الإخوان سابقا والقاعدة وجبهة النصرة وداعش وبدعم بترو خليجي إعلامي من قبل هذه القنوات بالإضافة إلى علماءها المصطنعين من علماءالفتنةوالذين يسمونهم زيفا علماء الدين واتحاد علماء المسلمين وعبر منابرهم وكلها لها اعتماد وتمويل وخطط برامجية تدعم ثقافة الفتنة باسم الحرية والخلاف باسم الديقراطية بإمكاننا ان نعرف أي مصير تنتظره أجيالنا العربية من خلال تقديم هذه الثقافة والفكر والفلسفة، وتحث العرب على الأستسلام والإنهزام والقبول بما يفرضه الأقوى، وتحث المشاهدين على استخدام الوسائط الحديثة وتثقيفهم بهذا الصدد أي الإعلام المضلل.
بالإعلام السوي الذي يعي مصلحة هذه الدول وهذه الشعوب ومناهج التربية الوطنية التي تعمق وتغرس مفاهيم الإنتماء العربي والقومي والوطني ،يستطيع العرب تغييرواقعهم وحالهم للأفضل، وبتمسكهم بمبادئهم وحقوقهم ،أما إذا تركنا هذه القنوات على ماهي عليه فصدقوني لن يبق بلد عربي مستقر والدليل أنه منذ إنشاء الجزيرة والعربية والعرب من فتنة إلى فتنة ومن حضيض إلى حضيض.
لذلك على الجمهوريات العربية المضطربة بفعل تأثير هذه القنوات بإنشاء قنوات إعلامية ضخمة مضادة لفكر التوجه المضلل وبصياغةمناهج فيها مناعة الصمود لأجيالها القادمة و التسلح بفهم ودراية علوم التكنولوجية الحربية والالكترونية وهذا ماينفعها لأن هذه القنوات تعتمد على سياسة توجيه القطيع من خلال شخصيات إعلامية لها كاريزما مؤثرة تخدم أجنداتها الموجهة من قبل إسرائيل وأمريكا وإلا سيسلمون بطواعية لفكرها ويذبح شعب أي جمهورية عربية شعبها بعضهم البعض كالخراف، وأعداؤنا يضحكون ويستمتعون بجنوننا العربي بتاريخهم الدموي ليهنأ حكام الخليج العربي بكراسي عروشهم وعدم مطالبة شعوبهم لهم بتداول السلطة والحكم من هذه الأسر العميلة الخائنةالمالكة الحاكمة وهي نصيحة من فلاح عربي يفهم كيفية ومسار وتوجه الحياة بعموميتها وخصوصيتها وبالذات المحافظة على أرضه والإعتناء بها والحرص عليها ليجني مواسم خيرها بحرصه وعنايته.
بقلمي.أ.أيمن السعيد..سورية