كتب : وائل محمود – سوهاج
قد لا يعرف الكثير منا سر شهرة هذه العبارة و من قائلها ؟
فقد شدَّ انتباه عُمر بن الخطاب رضى الله عنه أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه يخرج إلى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويدخل بيتا صغيرا لساعات ثم ينصرف إلى بيته .
وكان عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا سر هذا البيت ،مرت الأيام ومازال خليفة المؤمنين يزور هذا البيت ؛ ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله ، فقرر عُمر دخول البيت بعد خروج أبو بكر منه ؛ ليشاهد بعينه ما بداخله ، وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق بعد صلاة الفجر .
حينما دخل عمر هذا البيت الصغير ،وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحِراك ليس لها أحد ؛ كما أنها عمياء العينين .. و عرفها بنفسه ، فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد ، وأراد أن يعرف ما سر علاقة ابي بكر بهذه العجوز العمياء .
سأل سيدنا عمر العجوز : ماذا يفعل هذا الرجل عندكم وهو يقصد ابو بكر الصديق ، فأجابت العجوز وقالت: والله لا أعلم يا بُني ؛ فهذا الرجل يأتي كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه ، ومن ثم يُعد لي الطعام،وينصرف دون أن يُكلمني !!
وعندما مات سيدنا أبو بكر رضى الله عنه قام سيدنا عُمر باستكمال رعاية العجوز الضريرة ،فقالت له : أمات صاحبك ؟ قال : وماأدراكِ ؟ قالت : جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى .
وحينها جثم عمر بن الخطاب على ركبتيه وفاضت عيناه بالدموع وقال عبارته الشهيرة :” لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر ”
رضي الله عنهم وأرضاهم .ورزقنا العمل الذي يقربنا الى طاعته ورضاه !!
زر الذهاب إلى الأعلى