الحسن البصري
الحسن البصري هو أبو سعيد بن أبي الحسن يسار البصري ولد سنة 642 في المدينة المنورة فهو شخص مسلم تقي وزاهد ، فهو الأمام والواعظ والقاضي ويعتبر واحدا من الشخصيات الأكثر أهمية في صدر الإسلام . الحسن البصري زعيم التلاميذ من صحابة النبي وكانت والدته أم المجاهدين امرأة خادمة لأم سلمة ، زوجة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهي التي أرضعته وهو طفل فولد في بيت النبي ، وكان الحسن تاجر جوهرة وكان يسمى حسن من لآلئ .
ولد حسن بعد تسع سنوات من وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فبعد مرور عام على معركة صفين (657) انتقل إلى البصرة ، وهي بلدة مخيم عسكرية تقع 50 ميلا (80 كم) شمال غرب الخليج الفارسي ، وعندما كان شابا شارك حسن في بعض الحملات التي أدت إلى غزو شرق إيران .
بعد عودته إلى البصرة ، أصبح حسن شخصية محورية في الاضطرابات الدينية والاجتماعية والسياسية التي أحدثتها الصراعات الداخلية مع المجتمع الإسلامي ، وفي السنوات 684-704 تميزت فترة نشاطه بالوعظ العظيم ، وقال حسن ان العالم غادرة، ” لأنه يشبه إلى ثعبان ، على نحو سلس لمسة ، ولكن السم هو القاتل.”
ويعتبر عدو الإسلام عند الحسن البصري لم يكن الكافر ولكنه المنافق الذي تولى دينه بخفة و”هو هنا معنا في الغرف والشوارع والأسواق.” في مهمة النقاش الحرية ، الحتمية ، وناقش منهجية هذا الموقف في رسالة هامة مكتوبة إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان رسالته، التي هي أقرب اطروحة لاهوتية موجودة في الإسلام ، يهاجم الرأي السائد على نطاق واسع أن الله هو الخالق الوحيد وتحمل الوثيقة صبغة سياسية وتبين أن في صدر الإسلام النزاعات اللاهوتية انبثقت عن الخلافات السياسية الدينية من اليوم ، وأيضاً آرائه السياسية ، التي كانت امتدادا لآرائه الدينية ، وكثيرا ما وضعته في حالات غير مستقرة وإلى الكثير من المشاكل ، وخلال السنوات 705-714 ، اضطر إلى الاختباء بسبب موقف توليه بشأن سياسات حاكم قوي من العراق ، وبعد وفاة الحاكم ، قرر حسن الخروج من مخبئه واستمر في العيش في البصرة حتى مات .
كان الإمام الحسن البصري عالم منقطع النظير مع المعرفة واسعة التي كان يملكها وكان بليغا وهو العابد الزاهد الورع والذي كان يصوم عدة أيام تطوعية ، وعندما قرأ القرآن الكريم قال انه بكى حتى تدفقت الدموع إلى أسفل وجنتيه وقد تأثر تأثير عميق على الكتاب المقدس ، كما انه كان مقاتلا شجاعا وكان يحب الجهاد في سبيل الله وشارك في الكثير من الحروب .
نشأته :
نشأ في المدينة المنورة سنة 21 من الهجرة وكان يعمل خادماً عند أم سلمة وفي سنة 37 انتقل إلي البصرة تعلم هناك الكثير وترعرعرع في علمه وعاش بين كبار الصحابة وحضر الجمعة مع عثمان بن عفان وسمعه يخطب ، وشهد أيضاً يوم استشهاده وكان عمره في ذلك الوقت 14 سنة .
تعلم حسن البصري إلقاء الخطب ولعبت خطب حسن جزءا لا يتجزأ في تأكيد مكانته كواحد من أبرز العلماء في تلك الحقبة ، ففي أحد الخطب له حذر حسن الناس من مخاطر ارتكاب الخطيئة وأمرهم لتنظيم حياتهم كلها بطريقة أكثر ورعة ، وتعتبر هذه الخطب والتي تم الحفاظ عليها شظايا فقط لتكون من بين أمثلة بارزة من أوائل النثر العربي ، قد لاحظ بعض العلماء تطوراً كبيراً في خطبه وقد خطب حسن مع خطابات القادة السياسيين كنماذج من حيث الأسلوب وبعض خطبه وجدت طريقها إلى القواميس العربية في وقت مبكر .
علمه :
عندما كان في الخمسة عشر ، انتقل الحسن إلى البصرة العراق في 36 ه ، وتعلم الفقه ، والحديث ، واللغة العربية على يد عدد كبير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يقيمون في البصرة في ذلك الوقت ، وأصبح المعلم لتلاوة القرآن الكريم وكان معلماً أيضاً في تقديم المواعظ والخطب الدينية ، وسرد الحكايات الدينية ، وقد حصل على مكان في مسجد البصرة لتعليم الناس ، وفي هذا الوقت كانت العديد من القصص تميل إلى المبالغة ، وكانت ممنوعة من قول حكايات دينية في مسجد البصرة باستثناء الحسن الذي اعتمد على منهجية مختلفة اعتاد عن الحديث عن الحياة بعد الموت ، وتذكير الناس بالموت ، وجذب انتباههم إلى العيوب الدينية والأخلاقية التي قد تكون لديهم ، وكيف يمكن التغلب عليها وفقا لما تعلمه من كتاب الله ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين رضي الله معهم .
كان لحسن البصري فئة كبيرة من الناس في مسجد البصرة وكان يحضر له الكثير فكان يدرس الأحاديث النبوية ، والفقه ، والقرآن الكريم، اللغة العربية ، والبلاغة وكانت له فئة خاصة لتعليم الناس في منزله لتعليمهم القرأن الكريم و الزهد وإلقاء خطابات مؤثرة .
وكان الحسن واحد من أكثر الناس دراية عن الفقه والأفعال المشروعة وغير المشروعة ، كان يحب دين الله وكان رجلا تقيا وكان يقف أمام الذين اعتادوا عن ارتكاب أي فعل غير قانوني ، وتمسك بالصراط المستقيم في جميع شؤونه ، وتحملمسئولية توجيه وتقديم النصح للناس لإنقاذ مجتمعه من الانحرافات التي بدأت تسود ، فاعتمد الحسن البصري عقيدة الصحابة فتأثر بهم وتعلم منهم الكثير وظهر ذلك في علمه .
عمله كقاضي :
كان الحسن البصري صديق مقرب من الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز رحمه الله الذي أحبه كثيرا وكان يساعده في التشاور معه في بعض الشؤون المتعلقة بإدارة الدولة الأسلامية ،وبعد ذلك أصبح الحسن قاضي البصرة في 102 ه، 720 م وأدى هذا الدور على أساس تطوعي .
فعمل في كثير من الأحيان لتقديم المشورة للحكام والولاة فكان لم يخشى أحدا إلا الله ، وخصوصا القضايا المعروفة في السنوات الأخيرة من عهد الخليفة الأموي فكان نعم القاضي الحكم واعتمد عليه الخليفة الأموي في كل شئون الدولة لعدلة وصدق وأمانته .
أقواله المأثورة :
– كتب عمرو بن عبد العزيز إلى الحسن البصري يقول : ” أما بعد وصلك كتابي هذا فاكتب لي موعظة وأوجز “فرد عليه الحسن قائلاً : أما بعد اعص هواك ، والسلام .
– من أقواله أيضاً : “يا ابن آدم نهارك ضيفك ، فأحسن إليه ، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك ، وإن أسأت إليه ارتحل بذمك “.
يقول الإمام حسن البصري : “همة العلماء الرعاية ،رعاية حدود الله ، رعاية حق الله ، رعاية العلم الذي يحملونه وإعطاء الذي يحملونه وإعطاء العلم حقه بالعمل وهمة السفهاء الرواية ”
– من أقوله أيضاً : ” لأن يتعلم الرجل بابا من العلم فيعبد به ربه فهو خير له من أن لو كانت الدنيا من أولها الى آخرها له فوضعها في الآخرة ” .
– ومن أقواله : ” عجبت لأقوام أُمروا بالزاد ونودي فيهم بالرحيل وجلس أولهم على آخرهم وهم يلعبون “.
– من أقواله : ” إذا بلغك عن أخيك ما تكره فابحث عن عذر، فإن لم تجد له عذراً فقل: لعل له عذراً ” .
– من أقواله : ” من الناس من أرجو شفاعته ولا أقبل شهادته ” .
– ومن أقواله : ” إخواننا أحب إلينا من أهلنا و أولادنا ، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا و إخواننا يذكروننا بالآخرة ” .
والكثير من الأقوال المأثورة التي يجب أن نأخذ منها الحكم والمواعظ .
وفاته :
توفي الحسن البصري في الأول من رجب ، في ليلة الخميس 110 ه، وحضر 728 م وقد حضر جنازته عدد كبير من الناس ، قبل وفاته ، قال في وصيته : يشهد أن أيا من الناس لا يستحق أن يعبد إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وقال أيضاً في وصيته ” كل من يؤمن بصدق عند وفاته دخل الجنة “.