بقلم /مروة سرحان
غالبا ما يحتاج الإنسان لأوقات بها هدوء،بعيدا عن ضجيج الحياة. هذه الفترة يعتبرها الإنسان هدنة من كل شئ . ليراجع بها حساباته مع نفسه ومع الآخرين. هذه الهدنة تعتبر بمثابة وقفة مع النفس لترتيب أشياء كثير فى حياة الأنسان،ففى هذه الهدنة يمكن ترتيب أشياء كثيرة ،يمكن أن تكون تلك الأشياء أولويات ،أهداف ،أشخاص،أو حتى أمور يومية. ففيها يمكث الإنسان فى هدوء مع النفس ليبحث فى أفاق و وديان ذاته. فهى فترة من الوقت يعتبرها الإنسان بمثابة إجازه من كل شئ. و لكن عليك أن تعلم جيدا بأن هذه الخدمة ليست كما تظن ،بأنها لحظات هدوء فقط. فمن يمر بهذا المنحنى النفسي تبدو صورته الخارجية يسود عليها الهدوء تارة، وتارة أخرى يظهر عليه علامات الشرود،وفى أوقات أخرى تبدو عليك هذه الصورة كأنه لا يبالى. عندما تجد شخص عزيز عليك يمر بتلك الفطرة إشفق عليه. ولكن لا تزاحمه بالأسئلة،فهو لا يحتاج بالضرورة منك إلى ذلك،ولكن كل ما يحتاج إليه منك المساندة ونضع تحت تلك الكلمة الكثير من الخطوط،و أن تشعره دائما إنك بجانبه و لن تتركه. و على الرغم من إن تلك الفطرة يسودها الهدوء والسكينة كما ذكرت لاحقا،ولكن هذا ما يبدو لك فى الظاهر. إنما فى الواقع يدور داخل هذه الهدنة الكثير من الأحداث. فتجد الظاهر عليه علامات الصمت والهدوء،ولكن بداخله فى الأصل شريط من الأحداث،و المواقف التى مر بها. ففي ذلك الوقت قد ذهب بالفعل إلى مكتبته الفكرية ليستعير من أرشيف أفكاره الكثير من الشرائط لإعادة النظر إليها. و فى نفس الوقت يمر عليه الكثير و الكثير من الأفكار التى تجعله يظهر عليه مظاهر التشتت و عدم التركيز ، ففى تلك اللحظة عليك أن تعلم بأنك يجب أن توفر لهذا الشخص سبل الراحه والأمان. فيكفيه ما بداخله من أحداث و أفكار و صراعات. فهو فى تلك اللحظة يحتاج إلى المعنى الحرفى لكلمة “الطبطبة”. و لا تلقى اللوم على أحد إلا نفسك حالة عمل عكس ذلك. ففى عكس ذلك سيحدث ما لا يحمد عقباه. ستجد ما لا تتوقعه من فعل يتمثل فى ردود أفعال إنفعالية مبالغ فيها من وجهة نظرك كما يبدو، ويدلى هذا بحدوث شروخ فى العلاقة بينك وبين هذا الشخص الذى يمر بتلك الفطرة العصيبة. ولكن على العكس تماما إن وجودك فى تلك المرحلة بصورة داعمة و غير مرهقة حتما سيوتض العلاقة ويقويها، ويصبح وجودك أكبر داعم على تخطى تلك الفطرة. لكن عليا أيضا أن أخبرك عزيزى القارىء بأن كل شئ يمر يحياة الإنسان به جانب الخير أيضا. فيجب ألا أغفل أن أحدثك أيضا عن مميزات تلك الهدنة،وذلك مع مرورها بصورة صحيحه صحية من الدعم الخارجى ، و عدم المبالغة فى جلد الذات سيجعلها تمر بسلام بل أكثر إيجابية . ستصبح بمثابة “السهم”. فهى تسحبك إلى الخلف برهة من الوقت أو حسب مدتها ،فهى قد تمر مرار الكرام ،او قد تمكث الكثير من الأيام أو الشهور. و لكن انصحك ألا تطيل الوقت ، و أن تتخطاها ، لكى تطلق بسهم حياتك إلى الأمام وتستأنف مسيرتك فى تقدم. و فى النهاية أدعوا الله لكم بالتوفيق . و اوصيكم بأن تعطوا الفرصة لكم ولغيركم لمجابهة العالم الداخلى فى أنفسكم. أسعد الله أوقاتكم…….ودمتم فى خير.
زر الذهاب إلى الأعلى