بقلم / محمد مطر ثويبت العنزي
بالتعاون .. نحظى بالمجلس
انتهت انتخابات مجلس الأمة ، وهي انتخابات ديموقراطية حرة نزيهة نتفاخر بها أمام العالم أجمع ، كما أنها توفر (تكافؤ الفرص) بين المرشحين ، وهذا يتيح حرية كبيرة للمرشحين وللناخبين في نظامنا الديموقراطي الرائع .
ولكن المفاجأة الكبيرة لقبيلتي قبيلة عنزة العريقة ، وفي الدائرة الرابعة بالتحديد ، حيث كان الفشل مدوياً لكل فرد من أبناء القبيلة ليس في الكويت فقط ، ولكن في كل مكان لهم وجود ، وكما يعلم الجميع أن قبيلة عنزة قبيلة ممتدة في كثير من بلدان العالم .
والآن وبعد هذا الفشل الذريع يجب أن نقف مع أنفسنا لنحاسبها ، فنحن وليس غيرنا هو الذي كان سبباً فيه .
ولقد كتبت مقالاً مهماً قبل الانتخابات بعنوان : (الحسد والتناحر بين مرشحي قبيلة عنزة في الدائرة الرابعة سيفقد القبيلة كرسيها) .
وهذا المقال نشرته في بعض الصحف وفي وسائل التواصل الاجتماعي ، وكم كنت أودّ أن أكون مخطئاً في تحليلي وينجح مرشحان وليس مرشحاً واحداً للقبيلة ، ولكن صدق مقالي حيث كنت أقرأ المستقبل بعيون الناقد البصير ، وكما يقولون (صديقك من صَدَقك وليس من صدّقك) .
وهذا التراجع نتحمله جميعاً يقول تعالى:
((وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)) .
ولقد بيّنت في هذا المقال حقائق مهمة جداً لنتيجة التناحر ، حيث ينتهي إلى أمور لا تحُمد عقباها ، وما توقعته حصل ، ولا يزال الألم يعتصر قلبي وقلب كل من ينتمي لهذه القبيلة ، صغاراً وكباراً ، شيباً وولداناً ، بل ويتألم معنا كل من يحب هذه القبيلة .
وقد طلبت من الجميع بالتكاتف ليكونوا صفاً واحداً واستشهدت بقول الشاعر :-
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت أفراداً
وحذرت من الحسد وبينت أنه يدمر صاحبه قبل الآخرين وأرجو الرجوع إلى هذه المقالة المهمة ، فقد رسمت (خارطة طريق) للقبيلة ثم ألم نتأثر بالقبائل الأخرى التي تجمعت وتآلفت لتكون صفاً واحداً لتحصد الأجمل بهذا التآلف ، وأنا هنا أسجل إعجابي لكل قبيلة يتكاتف أفرادها ويضعون خلافاتهم جانباً أمام المصلحة العامة .
ولا أريد أن أكرر ما قلته سابقاً :
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
كذلك حين أرى كلامي لم يأتِ بنتيجة لا أريد أن أقول :
ونار لو نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
لكن أريد أن أقول بمنطق المتفائلين قدّر الله وما شاء فعل ، وما قلت في عنوان مقالي هذا : لنتعلمْ من الأخطاء أي علينا أن نتعلم من أخطائنا وأن ننهض من جديد ليحق لنا أن نتفاخر أمام أبنائنا وأجيالنا القادمة بأننا انطلقنا بالقبيلة نحو المجد دائماً ، ودائماً نبحث عن الصدارة والشموخ كما قال شاعرنا التغلبي أبو فراس الحمداني .
ولنصنع خارطة طريق للقبيلة ، يكتبها شيوخها ووجهاؤها وحكماؤها ، وذلك من أجل الفوز دائماً في كل المجالات ، وأبناء القبيلة أهل لهذا المجد ولهذا الشموخ وليس العيب في الخطأ ، ولكن العيب في الاستمرار في الوقوع بالأخطاء الجسيمة وعدم الاستفادة منها .
وأرجو في القريب العاجل البدء بترميم كل تلك الأخطاء ، وبناء الثقة والاحترام والتكاتف ، كما أدعو الله أن يلهمنا رشدنا إنه سميع مجيب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
زر الذهاب إلى الأعلى