كتب : سيد يمني
يقولون : “الغضب أوّله جنون وآخره ندم”، وعلى الرغم من أنّ الغضب حالة طبيعية نمرّ بها جميعًا في لحظاتٍ معينة، كما قد يكون طريقة للدفاع عمّا نؤمن به، أو يكون تعبيرا عن حالة انفعالية صادقة، يُصبح الغضب نقطة ضعفٍ إذا لم نستطع السيطرة عليه فنتركه يُؤثر على علاقاتنا أو طريقة تعاملنا مع مختلف المواقف. لهذا من الضروري معرفة طرق التحكم في الغضب ووالتعامل معه في مختلف الظروف والأحوال إذ يُمكنه أن يُؤثر على صحتنا أو علاقاتنا مع أنفسنا ومع الآخرين. خاصة أنّ مشاعر الغضب لا تحكمها أماكن أو أوقات معينة. لهذا فإنّ حسن التعامل مع مشاعر الغضب أمر ضروري جدًا، بحيث يمنع تعرضنا للحرج أو للأذى أو التسبب في ذلك للآخرين.
مشاعر الغضب والأعراض المصاحبة لها :
لتجنب مشاعر الغضب اعمل على اكتشاف الأسباب التي تُؤدي إليه. قد تكون هذه الأسباب ناتجة عن أشخاص أو أفعال أو مواقف مختلفة؛ كأن نتعرض لضغطٍ كبير، أو أن نُعاني من تغيرات جسدية هرمونية أو نفسية تُسبب تقلبات حادة في المزاج، كما هو شائع في النساء.
قد يكون الغضب ناتجًا أيضا عن شعور عميق بالإحباط أو نتيجة تراكمات عديدة، أو بسبب تناول أنواع معينة من الأدوية فنقع في أعراض منها ما يأتي:
أعراض جسدية :
تشمل الأعراض الجسدية تسارعًا في ضربات القلب وضيقًا في التنفس، بالإضافة إلى الإحساس بارتفاع حرارة الجسم وتوتر العضلات واحمرار العينين.
أعراض نفسية: تختلف حدّة الأعراض النفسية المصاحبة لمشاعر الغضب من شخص لآخر، وتكون عادة على شكل توتر شديد، وعدم القدرة على تقبّل أي كلمات يقولها الآخرون، والشعور بالاستياء والإحباط، وعدم القدرة على الاسترخاء.
أعراض سلوكية :
من أكثر الاعراض السلوكية التي تظهر على الشخص الغاضب العبوس وارتفاع الصوت الذي قد يصل للصراخ، بالإضافة إلى الميل للعنف في التصرّف، وقد يكون العنف تجاه الآخرين أو إيذاء النفس أو تكسير الأشياء مصاحبا أيضا.
كيف يمكنك التحكم في الغضب ؟
الموقف الذي يُغضبنا يستحوذ علينا، لهذا من الأفضل تجنّب أية أسباب تُؤدي للغضب، وتجنب الأشخاص الذين نعرف أنّهم مستفزين بالنسبة لنا ويسعون إلى إغضابنا. وفي الوقت نفسه علينا أن نعرف كيف نتعامل مع مشاعر الغضب في حال تعرّضنا لها. فالتعامل مع مشاعر الغضب فنٌ يجب أن يُتقنه الجميع، لأنّ التعامل بطريقة مرنة وصحيحة مع مشاعر الغضب له تأثيره الإيجابي الذي يجعل علاقاتنا متوازنة مع الآخرين. وتكون أهم طرق التعامل مع مشاعر الغضب كما يأتي:
التفكير قبل الرد:
في عزّ لحظات الغضب، من الحكمة الامتناع عن قول أي كلمات قد نندم على قولها لاحقًا، لهذا علينا التفكير والرد لاحقًا بعد استعادة حالتنا الطبيعية.
عدم الإضرار بالآخرين :
من المهم جدًا عدم التسبب بالأذى الجسدي أو النفسي للآخرين، والتعبير عن الإحباط بطريقة حازمة ولكن بعيدة عن التصادمات.
ممارسة الأنشطة البدنية :
القيام ببعض التمارين الرياضية أو إشغال النفس بأي نشاط بدني، يُساعد كثيرًا في تخفيف حدّة التوتر وتقليل مشاعر الغضب فقط إنلازمك الغضب. ولكن في لحظة اشتعال أعصابك، لا تمارس الرياضة لكيلا تزيد من ارتفاع الضغط.
الاسترخاء :
عندما نشعر بالغضب، علينا أن نفكر سريعًا في أخذ مهلة للاسترخاء والابتعاد وتجنب أسباب التوتر قدر الإمكان.
البحث عن حلول ملائمة :
بدلّا من التركيز على أسباب الغضب، من الأفضل التركيز على إيجاد حل جذري لمنع تكرار أسبابه، خاصة أنّ الغضب لا يُصلح أي شيء بل يزيد الأمور سوءًا.
التسامح :
أفضل ما يمكننا التفكير فيه هو التسامح. فعدم حمل أي ضغائن للآخرين، والتفكير بفضيلة التسامح والتغاضي عن الأخطاء، أو على الأقل منح الآخرين فرصة كي يبرروا موقفهم الذي تسبب في إغضابنا له مفعول سحري على استعادة هدوئنا وراحة بالنا.
استخدام الفكاهة للخروج من الموقف :
التمتع بحس فكاهي يُساعد في التقليل من نوبات الغضب، وزيادة تقبل الآخرين لمشاعر الغضب الصادرة منا، ولكن علينا مراعاة تجنب الاستهزاء بالغير، وتعلم كيفية استخدام الحس الفكاهي الإيجابي بذكاء.
التأمل :
يُساعد التأمل في التخلص من نوبات الغضب بشكلٍ أسرع، والسيطرة عليها بشكلٍ أسرع، خاصة أنّ التأمّل يُساعدنا في اخذ الأمور المسببة للغضب بروح أكثر إيجابية بينما نستمتع بالاستماع إلى الموسيقى أو ممارسة اليوجا.
طلب المساعدة :
يُمكن اللجوء إلى الأشخاص المقربين أو الأصدقاء للمساعدة في تهدئتنا أثناء نوبات الغضب بشرح الأسباب التي جعلتنا نغضب، وطلب مساعدتهم في البحث عن حلول.
لا تفعل هذه الأشياء عند الغضب
أكثر الأشياء التي يقوم بها الشخص الغاضب تنتهي عادةً بالندم. لأنّ الغضب يُغيّب العقل فعلا ويجعل الشخص يلقي كلماتٍ لا يعنيها. قد يتسبب هذا في حدوث قطيعة مع الآخرين وتفاقم المشكلات. لهذا عندما تهاجمنا مشاعر الغضب يجب أن نحاول تجنب الآتي :
العنف اللفظي أو الجسدي أثناء مشاعر الغضب.
نقد الأشخاص بل يمكننا نقد الأفعال التي سببت مشاعر الغضب.
التمادى في الغضب.
لا تستسلم أمام المشاعر الغاضبة، وحاول تهدئة نفسك في أسرع وقت.
إهدار طاقتك في الصراخ والانفعال.
حاول التكلّم بهدوء وبطء قدر المستطاع.
رفض محاولات الآخرين التهدئة والدعم أثناء الغضب.
اللجوء إلى التدخين أو غيرهمن العقاقير أو المهدئات القوية الضارة لتخفيف الغضب.
التحكم في الغضب بأسلوبٍ صحيح يجعلها مجرّد مشاعر عابرة لا تترك أيّ أثرٍ سيء علينا أو على الآخرين بل ونتعلم منها. التعرف على الغضب وكيفية مواجهته يجعله يمرّ بسلامٍ نفسي وجسدي دون التسبب في ندم لاحق. علينا أن نتأقلم مع مشاعر الغضب بصورة إيجابية لأننا سنمر بها حتما. يجب أن ندرّب أنفسنا على ذلك فالقوي حقا لا من يظهر عضلاته بل من يتحكم فيها وبذلك نتعلم أكثر مما نتخيل وفي مجالات عدة أخرى.
زر الذهاب إلى الأعلى