بقلم / ساره جمال
الونس هو كلام الست وردة وهي بتقول “بتونس بيك وإنت معايا”؛ يعني الصحبة المريحة الطيبة إللي بتحلي أيامنا وتخليها تهون ..
قالوا زمان “الدنيا من غير ناس ماتنداس”، بس مش أي ناس وخلاص؛ الناس الصح، الناس اللي بتحبهم ويحبوك، الناس اللي الفرحة ماتبقاش فرحة إلا لو شاركوك فيها، الناس اللي وجودهم في أي مكان بيخليه جنة، اللي اللمة الحلوة والوقت معاهم بتقضيه كده خارج حدود الزمن بعيد عن كل مشاكل الحياة وبعيد عن كل كلاكيع الدنيا دي وعقدها .. ونسهم يرد الروح زي مابيقولوا.
كلمة الونس مش كلمة بسيطة؛ دي ممكن تكون أمنية عظيمة لكتير من الناس، و بالنسبة لبعضهم حلم بعيد جدا إنه يتحقق أو حتى يلاقيه؛ لذلك الناس اللي لاقوه حظهم حلو فعلا وعايشين بحسه.
الونس اللى كلنا بنضيع عمرنا عشان ندور عليه هو إحساس القرب من النفس على كنبة انتريه واحدة وسط صمت مريح مليان كلام حب وطمأنينة كتير مش مسموع بس محسوس، والإيد اللي بتطبطب عليك علشان تنام في ليلة كان النوم فيها من الأمانى المستحيلة، الضحكة اللي بتهون عليك إحباطات الدنيا اللي مش دايما بتوفيك حقك، ضحكة صباح الخير وكوباية الشاى باللبن فى السرير، وغطا يتحط عليك عشان الدنيا برد فتحس بدفا القلب قبل الجسم … عن إحساس المشاركة.
الونس مش بس الزوج أو الزوجة؛ لأن مش كل اللى له شريك حياة حاسس بالونس. الونس هو أي علاقة صحية وحقيقية فيها شراكة، لذلك ممكن يكون الإبن أو الأخ أو الصاحب، أو الشخص اللي بتقدر تكون حقيقي معاه وتستمع بوجوده وتحس بالونس والألفة حتى ولو لساعات بسيطة. الونس مش دبلة في الصباع ولا خانة في بطاقة .. الونس روح بتطبطب على روح.
أدعو من الله أن يجعل لي ولكم في طريقنا المحبة والونس، أينما سرنا وأينما حلّت بنا الأقدار، و أن نجد من نستأنس بهم في وَحشتنا .. و أن يجعل في بيوتنا دفئًا وفي حضورنا ونسًا، فلا نكون ضيوفا ثقال، ولا أصدقاء يشقى الناس بصحبتهم، ولا يكون في قولنا غلظة، ولا في صحبَتنا وَحشة.
زر الذهاب إلى الأعلى