كتبت/ ساره جمال
حين رأى شمس تبريزي قلق والده حاول التخفيف عنه بأن روى له حكاية الدجاجة التي احتضنت عددًا من البيض، فلما فقست، لم تلحظ الأم أي فرق بين الأفراخ. وفي يوم من أيام الربيع اصطحبت صغارها إلى الجدول لتُعلّمهم السباحة، لكن أحد الفراخ، سارع دون إذن الدّجاجة ورمى بنفسه في الماء، فشرعت الدجاجة المذعورة بالاستغاثة واقتربت من الماء، فإذا بالفرخ الصغير يسبح بمهارة غير معروفة في الدجاج، ذلك أنه لم يكن من صنف الدجاج أصلاً .. كان من البطّ! وذلك هو حالي أنا بينكم يا أبي: أنا أبدو مثلكم ظاهرًا، لكنني في الحقيقة مُباين ومختلف عنكم.
كل انسان هو فريد في شخصيته ومن الصعب جدا أن نجد شخصان يحملان نفس الصفات تماماً، حتى التوائم لابد وأن يكون هناك اختلاف في الشخصية بينهم ولو بمقدار بسيط. أعتقد ان الانسان اذا أدرك هذه الحقيقة وآمن بها سيكف بلاشك عن محاولته لتقليد الآخرين أو الخروج عن قالب شخصيته.
مفتاح الفشل هو محاولة إرضاء كل شخص تعرفه، لذا يجب أن تفكر دائماً بأنك مميز وأن هذه حقيقة وليست مجرد كلمات .. وهل هناك أجمل من أن تكون فريدا في صفاتك وشخصيتك في هذا العالم؟ . أنت مميز عن غيرك فأدرك ذلك وكف عن ارتداء شخصيات الآخرين فشخصيتك الحقيقية أجمل بكثير فلا تشوهها بذلك التقمص.
كُنْ أنت في عيشك مع الآخرين!
كُنْ أنت مع ذاتك!
كُنْ متميزًا أصيلًا غير مقلَّد ولا مقلِّد، شارك كل ما تملكه من حقائق كامنة في عمق ذهنك وقلبك مع الآخر. لأنك لن تكون أنت، بروحك وشخصيتك المتميزة إلا حينما تكون واثقًا في نفسك أولاً، ومن ثم بالآخر. فالنجاح الوحيد في الحياة هو أن تستطيع أن تحيا حياتك بالطريقة التي تريدها، وليس بالطريقة التي يريد البعض أن يراك عليها، لذا يجب أن تثق بنفسك وأن ترى تلك الجوانب المشرقة و المبهجة في حياتك.
لك الخيار ان تعيش كدجاجة لأنك تتتبع كل من حولك وتعتقد انك مثلهم او ان تقفز في الماء وتستغل ما خلق فيك وداخلك تلك المهارات المخفية والطاقات الكبيرة؛ فكيف كان اكتشف البط انه بط لولا أن قفز بالماء… استمر بالقفز والتجربة الي ان تجد نفسك وتصبح انت.