اسلاميات
مقتطفات من حياة أبو بكر الصديق
كتبت:داليا زردق
كان أبو بكر الصديق، يعيش بمكة في الحي الذي يعيش فيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، مع زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وارضاها ، وكان يسمى حي التجار وكان قرب الجوار له اكبر الأثر، في روابط الصداقة والألفة بين الناس وقد ربط الجوار والجيرة بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين ابو بكر، فجعل منهما صديقين، وكان تقارب في السن بينهما كبير وحتى إنهما مشتركين في العمل وهو التجاره معا، ومتفقين في البعد عن عادات وتقاليد الجاهليه، صاحب ابو بكر الصديق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يرى فيه من الصفات ما لا يراه في من عرفه من الرجال، ومن أهل قريش وكفرهم وعبادتهم للأصنام، كان يندهش من التصرفات التي يتميز بها عن غيره، ويرى أن وراءه سرا يعجز عن معرفته.
عندما بعث الله الوحي برسالته إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، برسالته وطلب محمد صلى الله عليه وسلم، من سيدنا أبو بكر رضى الله عنه الايمان بما جاء به من عند الله، والإسلام لم يتردد ولم يفكر طويلا، بل اسرع الى التصديق بما جاء به سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيما معناه يا أبا بكر إنك صاحبي وأنت أول من أبلغ من الرجال ما أمرنا به الله عز وجل، قال أبو بكر إنني لك مصدق لما تقول، فقال النبي ان ما اقوله ليس من عندي يا ابو بكر، وانما هو من عند الله سبحانه وتعالى، رد أبو بكر قائلا نعم اعلم وإنني اصدقك، فمن المؤكدا ان ما تقوله هو الحق، انك رسول الله وأتيت بالحق والهداية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، انني رسول من الله الى الناس اجمعين، فرد ابو بكر قائلا، نعم يا رسول الله إنك انت الصادق الامين، رد النبي عليه افضل الصلاة والسلام قائلا، ان هذا الأمر سيظل سرا، حتى يأمرنا الله تعالى سبحانه وتعالى بالجهر به، قال أبو بكر نعم يا رسول الله، عاد ابو بكر وتوجه الى بيته وطرق الباب، فعرفت اسماء ان من بالباب هو ابوها ابو بكر اسرعت تفتح له وما كان يراها حتى ابتسم لها، وقال السلام عليكم، قالت ما هذا يا أبتي، هل هي تحيه اللقاء، رد وهو يبتسم قائلا، نعم انها تحيه الاسلام، وهي تحيه اللقاء للمسلمين يا أسماء، فحيثما يلقي المسلم او المسلمه يقول السلام عليكم.
قالت أسماء ومن من الذي يعرفك يا أبتي هذا، قال محمد بن عبد الله، فقد ارسله الله ورسوله سبحانه وتعالى وهو الصادق الامين، فقالت وبما ارسله الله يا أبتي، قال ابو بكر ارسله الله ليعلم الناس انه سبحانه وتعالى هو الخالق وحده للكون، وانه هو المخصص بالعباده، و إن يترك الناس عباده الاصنام ، وان يصدقوا رسول الله في كل ما يدعو اليه، قالت اسماء يا ابتي انني اسلمت وامنت بكل ما جاء به محمد بن عبد الله من عند الله، وما امر به.
فماذا افعل، رد عليا قائلا، قولي يا اسماء اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول، قالت اسماء بنت أبي بكر، سأقولها في كل وقت وكل ليل بالليل والنهار وفي السر والعلن، ولكن قل لي يا أبتي ما هو رد تحيه الاسلام، قال لها الأب وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.