بقلم/ فيصل ندا
رشدي أباظة الدون جوان
رشدي أباظة جزء كبير من عمري فلقد توطدت بيننا الصداقة قبل ان أخطو الى عالم السينما وكان له الفضل في دخولي الى عالم السينما وعندما عرض عليه المخرج حسام الدين مصطفى فيلم المساجين الثلاثه واكتشف أن المؤلف هو صديقه كان ترحيبه بالموافقة علي بطولة الفيلم شهادة ميلادي كمؤلف سينمائي،
كان رشدي أباظة يحمل قلب طفل وشهامة الانسان وعبقرية الفنان ورغم أنه ينحدر من الأسرة الاباظية ذات الأصول الشركسية الا أنه كان يفضل أن يتناول طعامه مع عمال الأستوديو،
كان قلبه يتسع لحب كل الناس الذين احبوه لقد كان فيلم إمرأة في الطريق أمام هدى سلطان نقطة تحول كبيرة في حياة هذا الفنان الذي انطلق بسرعة الصاروخ ليحقق نجاحات في كل البطولات التي قام بها متنوعا في أداء هذه الشخصيات،
كان الصدق في الأداء هو سر ارتباط الجمهور به وأطلقوا عليه دون جوان السينما المصرية، و كان يجيد خمس لغات وكان مرشحا للسينما العالمية ولكنه رفض ان يجري اختبار امام المخرج الأمريكي ديفيد لين الذي كان يبحث عن بطل فيلمه لورانس العرب،
وطار الفيلم من رشدي أباظة ليستقر عند عمر الشريف الذى تلقى هذه الفرصة وانطلق الى العالمية، ولقد امتدت الصداقة بيننا لسنوات وعايشته في أصعب ازمانه عندما داهمه المرض،
ولم يعد يستطيع أن يستكمل تصوير باقي مشاهده في آخر أفلامه الأقوياء واضطر المخرج للاستعانه به صلاح نظمي في لقطات بعيدة لا تقترب من وجه وصوت أحمد زكي الذي برع فيه تقليد اصوات الفنانين وعلى الارض وامام حجرته في المستشفى والتي نقل اليها جلست انا و الفنانه نادية لطفي حيث يرقد الإنسان والفنان رشدي أباظة لنمنع المصورين من التقاط صور له وهو جثة ضئيلة ينتظر الموت، لقد رحل على رشدي أباظة ولكن اعماله الفنيه خالدة.