العدوان عند الأطفال…..كيف أواجه هذة المشكلة؟
كتبت/ ريهام نبيل
مدربة تنمية بشرية معتمدة وأخصائية إضطرابات اللغة والتواصل.
كثير من الأمهات تشتكى من سلوك طفلها العدوانى مع إخوانه أو حتى زوملائة، مما يسبب لها الحرج والإنزعاج.
فى الحقيقة العدوان يمثل ظاهرة فى حياة الأفراد، فهو ملاحظ فى سلوك الإنسان السوى وغير السوى، وفى سلوك الطفل الصغير والراشد الكبير.
كما أنه سلوك يقصد به الطفل إيذاء الأخرين، ويأخذ العدوان أشكالاً منها الإعتداء البدنى، واللفظى، والركل، وقد يقوم بعض الأطفال بتمزيق الكتب والكراسات او إخفائها، أو تحطيم الأقلام، كما أنه يميل إلى تخريب الممتلكات الخاصة بالمدرسة، و ممتلكات الغير، وقد تشتكى الأم من سلوك إبنها فى نزع ممتلكات الغير دون سبب، وبعض الأطفال يلطخون ملابسهم وملابس الأخرين، أو أشياء تخصهم مثل اللعب والأدوات، كما أن علاقتهم مع المعلمين تظهر بمظهر التدنى وعدم الحياء، و التحدى فيميلون إلى المشاحنة والإعتداء.
ومن أهم الأسباب التى تجعل الطفل. عدوانياً
_ العوامل الوراثية مثل شذوذ الصبغيات الوراثية يؤثر فى ظهور العدوانية بالإضافة إلى إضطراب وظيفة الدماغ مثل نقص نمو الجهاز العصبي.
_إستخدام أساليب خاطئة فى التعامل مع الطفل مثل كثرة لوم الطفل ونقده وتوبيخه فى الوقت الذى يحتاج فيه إلى التشجيع.
_عدم إحساس الطفل بوجوده الإجتماعى وأنه عضو مهم فى الأسرة أو فى المدرسة بين أقرانه،وانه غير قادر على لفت نظر معلميه اليه.
_قد يكتسب الطفل العدوان من الأب أو الام فالطفل كائن متعلم بالتقليد والمحاكاه.
_عدم المساواه بين الأبناء يولد مشاعر العدوان والعنف لدى الطفل.
_إنفصال الوالدين، وكثرة عدد أفراد الأسرة وفقرها الإقتصادى يؤدى إلى السلوك العدوانى.
_نقص نسبة الذكاء وسيطرة الأم، والشعور بعدم الأمان والثقة.
وغيرها كثير من الأسباب التى تؤدى إلى العدوان مما يكون له أثار بالغة الخطورة على الفرد والأسرة والمجتمع بأكمله.
والأن ما يجب علينا كأباء وأمهات فى توجيه سلوك أبنائنا ومواجهة العدوان بكل صورة وأشكاله.
_عزيزتى الأم عندما تكونى أم متفهمه لطفلها، وتعمل دائمأً على التقرب منه وتنصتى اليه عندما يشتكى، ويعبر عن ما يعانى منه، ذلك بمثابة تفريغ نفسى يساعد الطفل كثيرا ً على الشعور بالراحة، وبالتالي البعد عن أى سلوك عدوانى.
_على الأباء والأمهات تفهم الأسباب التى تدفع طفلهم إلى القيام بالعدوان سواء على إخوته أو أحد وزملائه، ومعالجة الأسباب أو تقليل حدوثها مما يكون لدى الطفل سبب جسمي نتيجة لتعب معين او نتيجة لنشاط وطاقة زائده.
_عدم وصف الطفل بأنه عدوانى وعنيف، و إستخدام إسلوب التوجيه والإرشاد، كما عليكى عزيزتى الأم بأن توضحى دائماً لطفلك بأن الله سبحانه وتعالى قد وهبنا دوافع تمكنا من الدفاع عن النفس وقت الخطر، وليست للإعتداء على الأخرين.
_على كلاً من الأباء والأمهات ضبط السلوك العدوانى وهنا أقصد عندما أجد طفلى متعاون ومتفاعل مع أحد زوملائه دون عنف أعزز ذلك السلوك الجيد ومدحه بالكلمات الطيبة.
_اذا قام الطفل بسلوك عدوانى يستوجب الحزم، ويمكن عزله بعض الوقت وحرمانه فترة زمنية محددة من النشاطات الإجتماعية التى يحب أن يمارسها،وهذا يكون بديل العقاب البدنى.
_أهم شىء لا تواجه السلوكيات الغير مقبولة باللوم والضرب، لأنها تؤدى إلى نتائج عكسية.
_عدم القسوة فى التربية، أوحتى التدليل الزائد فلكل منهما دوره فى إحداث العدوان.
_إياكى وأن تستجيبى لرغبات طفلك تحت تهديد البكاء والصراخ، وقولى له إهدأ أولاً ولن أتكلم معك حتى تهدأ.
_عدم الإستهزاء بالطفل والسخرية منه أو تخويفه أو تهديده.
عزيزتى الأم إنهم أطفالنا فلذات أكبادنا، اذا كنت ممن تعانى من عدوان طفلها وعنفه، فعليكى أن تبحثى أكثر وأكثر، وتثقفى نفسك بالمعرفه كى تستطيعى مواجهة تلك المشكلة لأنها فى الحقيقة مشكلة لا تدمر الفرد وحده بل تدمر مجتمع بأكمله
حفظ الله أطفالنا من كل مكروه وسوء.