ليلة من ليالي الجنة
ليلة من ليالي الجنة
كتبت/ريم ناصر
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسولنا الصادق الوعد الأمين , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له
والله غني عن العالمين.
وقبل أن أسترسل وأصول وأجول , فأني أذكركم والذكرى تنفع المؤمنين , بكلمات يسيرة
نافعة بأذن الله عز وجل وليست عسيرة , لمن أراد الله هدايته , وجنبه أسباب شقاءه وشقاوته
إلا وهي , الاعتصام بكتابه وسنته , ووجوب عبادته وطاعته , سلسبيل القرآن ومشكاة الحديث , على قلوب أهل الأيمان , فهما لهما
المنهل العذب الزلال , والصواعق الهالكة لأهل
الكفر والضلال .
سويعات قليلة وتغشانا ليلة ( النصف من شعبان) بفضائلها وشمائلها , وما اكثرها وما اغناها بالنعم والخيرات.
وبداية ذي بدء فقد جاءت تسمية شهر(شعبان)
بهذا الاسم لمن لا يعي , لتفرق العرب وترحالهم وتشعبهم قديماً في البلدان هنا وهناك
وقت تسميته للبحث عن موارد المياه لرعيهم وأقامتهم , وكذلك لتشعب الخير وكثرته بين الخلائق وبعضهم بعضا .
وعودة لعبير نسائم الليلة المباركة , فيستحب قيام ليلها ونهارها , ومداومة الأوراد والأذكار
وقراءة القرآن فيها , والقيام بأعمال الخير الجليلة والإكثار منها , مثل :-
التصدق – التزكي – الإحسان – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- وغير ذلك من جزيل الفضائل والنعم , وتخليداً لذكرى عظيمة
إسلامية , وهي (تحويل القبلة) من المسجد الأقصى أمنية خاتم المرسلين لتشتت فؤاده بين الحُسنيين ( قد نرى تقلب وجهك في السماء ) في بيت المقدس – إلى الكعبة المشرفة وتحديداً إلى
المكان الذي تم تغيير القبلة فيه بالمدينة المنورة
مسجد(بني سالم )وكذلك تحقق حلم الرسول الكريم .
قال تعالى:- فلنولينك قبلة ترضاها , فول وجهك
شطر المسجد الحرام , وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) صدق الله العظيم .
ومن عظائم الأمور في هذه الليلة السنية (النصف من شهر شعبان) يُقدر الله سبحانه وتعالى كل ما سيحدث لعباده جميعاً في السنة التالية من أقدار (بحلوها ومُرها , خيرها وشرها) ثم يُقدم الله ويؤخر ما يشاء للداعين المستغفرين المسترحمين بأمره وقدرته عز وجل (كن فيكون)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن الله عز وجل يطلع على عباده في هذه الليلة , فيغفر للمستغفرين , ويرحم المسترحمين , ويؤخر أهل الحقد كما هُم ) صدقت يا رسول الله وحبيبهُ
فالحمد لله الذي احيانا فأوجد لنا أيام وليالي ومواسم للخير , ونفحات للإيمان وكل (نصف شعبان) وأنتم اجد عملاً واعظم أملاً وألم شملاً وأسعد حالاً واريح بالاً , والى الجنة ونعيمها مع الأبرار اقرب منالاً .
ومن الأدعية المستحبة في هذه الليلة الغراء:-
اللهم أني أعوذ بعفوك من عقابك , وأعوذ برضاك من سخطك , وأعوذ بك منك , لا أحصي ثناءً عليك كم أثنيت على نفسك .
اللهم يا ذا المن ولا يُمن عليه , يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام ,لا إله إلا انت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين وأمان الخائفين , اللهم أن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب , شقياً أو محروماً أو مطروداً أو مقتراً علي في الرزق , فامحُ اللهم بفضلك ورحمتك
شقاوتي وحرماني وطردي وأقتار رزقي – اللهم آمين.
اسأل الله أن ينفعنا بهذا أنا وقُرائي الإجلاء , وأن يجعله في ميزان حسناتنا .
فما أصابني من توفيق فمن الله وحده وله الفضل والعطاء , وما كان من تقصير فمن نفسي وهمزات الشيطان البلهاء, وأرجو من الله الاستجابة والعفو والقبول ودوماً رجائنا مقبول.