أدب

هزائم الحياة ما بين الأمل واليأس

كتبت/ ساره جمال

تهزمنا التوقعات .. يهزمنا الفقد … يهزمنا الخذلان … تهزمنا الخيانة … يهزمنا الأحبة … تهزمنا الثقة … يهزمنا الأصدقاء
ولكن …

ُتفاجئنا حياتنا الطويلة القصيرة من فترة لأخرى بخيبات أمل غير متوقعة بعضها يبدأ من سن مبكرة في المدرسة وحتى بين العائلة وصولا إلى خذلان الأصدقاء وجرح عميق من الأحبة وحتى فشل في تحقيق أحلام وطموحات. هذه كلها مجتمعة تتركنا منهكين روحانيا, وبالتالي تجعلنا لانتوقع .. لانثق .. لا نحب مجددا نظرا لما تتركه من ندبات عميقة بأرواحنا.

وفي الوقت الذي تعد فيه خيبة الأمل نوعا من إفلاس الروح التي أرهقها الكثير من الأمل والتوقع، إلا أنها جانب مهم من جوانب الحياة، التي تعتمد على الفرد في آلية التعامل معها وتوليها، فالبعض حينها يميل للهرب بعيدا وآخرون يستخدمونها لتحفيز أنفسهم، والتعلم من الدروس المستفادة من هذا السقوط وتعلم تحسين منهجية الأمور في حياتهم كما جاء في العديد من الدراسات التي أجريت بخصوص هذا الأمر.

وهذا يعني أن لا تبني توقعات من أي شخص كي لا يغدو المصدر الأساسي للخيبة لاحقا، وكي لا تصل إلى مرحلة تشعر فيها بالأسف على ذاتك، وتمضي وقتا باستهلاك مشاعرك في ما يمنعك من تحقيق أي تقدم وسعادة، فالحياة قصيرة جدا لتمضيها في تداول أمور وحقائق لن تتغير.

أن نعيش الحياة… ذلك يعني أن نتقبل كل ما فيها, حلوها ومرّها, خيرها وشرها, ضيقها ورخاءها، أن نستمتع بالحاضر مهما كان، ونواجه الحقائق، أن لا نفكر في ماضي مضى واندثر فقط نأخذ منه خبرته وتجربته، ولا نفكر في غد آت لا محال… فغد الأمس هو اليوم. فمن لم يزد في الحياة كان زيادة عليها… ومن كان له دور لا يحق له الانسحاب منها… فلا مكان للإكتئاب واليأس في حياتنا.

هزائم اليوم يمكن أن تتحول إلى انتصارات الغد بشرط مواجهة أنفسنا بالحقائق, فكما قال عبد الوهاب مطاوع:
“…. والحياة يا صديقي انتصارات وهزائم.. ومكاسب وخسائر.. والعاقل هو من لا يسمح لهزائمه الصغيرة بأن تجلل حياته بالسواد وتمتص قدرته على المقاومة”.

وبكل الأحوال شكرا للأوجاع التي جعلتنا أقوى.. شكرا لمرارة الأوقات التي علمتنا كيف نتذوق اللحظات الحلوة من لحظات يومنا وتقديرها والامتنان لها؛ فلولا الحزن والألم والقبح والوجع ما فهمنا ترف النعم وعطايا القدر..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى