بقلم شيفان القيصر
كان يا مكان كان في شيخاً تقياً نقياً اسمُ مهران
وكل يوم يكتض مجلسه بأناس من محبيه ومريديه
وجلس ذات يوما في مجلسه مع بعض من مريديه
وبعضهم كانوا يثقون بشيخ مهران
وقال الشيخ يا اخوتي الكرام اتانا الذئب
وطلب طلباً وقال في طلبُ غريب قال
أريد منكَ الزواج من منكم سيزوجه بنته
وانا لضامن له الحياة أن لا يصيب أبنته أي سوء
الكل ورفض وانفضوا من حوله من الثلة إلأ رجلاً الفقيراً وأسمُ وردان
قال للشيخ مهران انا سأزوجه حليلتي وأسمه ياسمين
وقل للذئب تعالى زوجناك من حليلتنة
وكان وردان يثق بشيخ مهران
ثقى العمياء قال الحكيم الورع شيخ مهران يا وردان زوجه ولا تسئلني عن ابنتكَ حتى اخبرك منه خبرا
و وافق الوردان ورجع إلى منزل وقال
لأبنتها تحضري لقد زوجتك للذئب
بامر شيخنا الجليل مهران وافق والبنت
استحضر وقال يا أبتي افعل بما تؤمرني
أن شاءالله ستجدني من الطاعين لامرك
و وردان أخذ الياسمين
إلى للتقي النقي شيخ مهران قال خذه لزوجه الذئب
هو أحق به ارتعب الياسمين خشية من
أن يأكله الذئب قال الحكيم مهران أطمئن لا تخشى
من شيء هدي من روعك يا أبنتي ياسمين ونزل الهدوء والسكينة على قلبه ساع خلف الحكيم مهران اسوع
وصلا امام باب الحِصن قال لحارس الباب أخبر مولاك
الحكيم مهران زوجتكَ الكريمة الياسمين في الباب
ارتعبا خوفاً وتغير لون وجهه إلى الاصفرار وظن
أن سيأكله الذئب فتح باب
الحصن وخرج شاب أكحل العينين أثلج الوجه أسود
الشعر لم ينم لا في الارض ولا في السماء
قالت ياسمين من هذا يا حكيم الحكماء قال
لا تخافي أنهُ زوجك الذئب تعجب ياسمين
وذهل قال ألم تقول أنهُ ذيب ويريد الزواج
وابي وافق على زواجي من الذئب
قال نعم قالت أنهُ بشر وليس ذئباً قال حكيم أنها
الاختبار لصبر وللنصيب وأبأك فأز بأختبار
وزوجكَ ملك شاب التقي النقي
وافق ياسمين وفرح فرحة بزواجها من الملك
مضى ردحاً من الزمن زوجة وردان كان يبكي
أسمها بيان رجع وردان لمنزل وجدها يبكي
قال لماذا تبكين يازوجتي العزيزة بيان قالت اشتاق للياسمين كثيراً
وحكيم مهران لم يخبرنا باحوال ابنتنا
والحوار يدور بين بيان و وردان سمعه
شخص يقرع الباب وردان فتح الباب
وجد حكيم مهران بالباب استقبله وادخله للمنزل بيان قالت للحكيم أين ابنَتنا ياسمين هل هي حي ام ميت ليهدى روعي بالله عليك اخبرني لا تنغص حياتي وردان كان يثق فيك ثقى العمياء هل الجزاء الاحسان إلأ الاحسان أبتسم الشيخ مهران وقال قسماً لم ازوركم إلأ لأطمئنكم على ياسمين
ولكن بشرط الوردان سيزورها اولاً وماذا يرى من الاحداث من يرجع سيخبرنا بتفصيل الممل وافق وردان قال حكيم تجهز غداً لديك
سفر والطريق طويل ستنقابل عند شروق عند سفح الجبل
حضرة وردان في يوم الثاني عند الموعد مع حكيم مهران آتى حكيم مع الجمل واهداها للوردان قال خذها ستحتاجه لحمل عليه الهداية
والعطاية من أبنتك ولكن خذ هَذا شوال الصغير
من كل شيء دعه منه رتلاً فيه
اذهب من هذا الطريق حتى سترى شجرتين والعصفور تجاوزهم وامضي بعده ستجد ثلاثة قدور يغلون ثم امضي وتجاوزه ستجد اجلك الله كلبة جالس والجراء
في بطنها ينبحون ثم أمضي ستجد حصن حراسه بجسد
الانسان و رؤوسهم ك روؤس الذئاب قل انا من ارسلني شيخ مهران انا اباء ملكة (ياسمين زوجة ملك ميفان)
سيستقبلونك احسن الاستقبال و يعطوك العطاية وماذا اعطاك وتقول لهم ضعوا منه شيئاً قليلاَ لحكيم مهران في هذا شوال قال نعم سافعل بما تؤمر أن شاءالله يا حكيم الحكماء أستودع الشيخ وأستئذنه بانصراف و ذهب حيث أمر حتى وجد شجرتين والعصفور خلف الجبل وتأمل ونظر للعصفور يطير من شجرة الاولى إلى ثانية الاولى تذبل اغصانها والثاني يخضر ويثمر ثمارة وثم يطير إلى اللاولى والثانية تذبل اغصانها والاولى يثمر ثمارها تعجب وردان وذهل
من ما رى من العجب شجرتين والعصفور
ثم مضى في طريقه حتى وجد قدور ثلاثة
يغلي قال في نفسه ساقف وأنظر ماذا يوجد في القدور الثلاثة وجدها يغلي الاول والثالث واما ثاني فارغه لا شيء فيه الاول يرمي منه إلى قدر ثالث والثالث كذالك
يرمي ما به من الزاد والثاني فارغه ذهل وتعجب وردان
ثم مضى حتى (أجلك الله) راى كلبة وفي بطنه جرائه ينبحون على مارين والسائلين
تعجب منه كيف يسمع نباح الجراء في بطن أمها ثم مضى وجد
حصناً وعليه حراس بجسد الانسان و برؤوس والعقول الذئاب طوقوا وردان وحاولوا أكله قال أنتظروا يا عباد الله أنا وردان ابو ملكة ياسمين زوجة ملك ميفان
أوقفُ هجومهم على وردان ودخل على ملكة ياسمين
قالوا ابأكِ في الباب يقال
اسمه وردان قال نعم انه ابي فرحا فرحه شديد
ادخلوها دخل وردان و وجد أبنته سعيدة
بحياتها والذِئب ليس ذئباً انما انسان خلوق
وجميل ملك أسمه ميفان سموح مع الناس مكث عندهم وجدهم
على خير وحمدالله على سعادة ابنته مع زوجه وأستئذنهم برحيل لأطئمنان زوجتها بيان ملك مفيان امر الحاشية
بعطاية لابو ملكة وردان رافقهم إلى خزائن الملك مع خدم وأمرهم بعطاء من كل شيء قال وردان هذا شوال ضعوا فيه قليلاً من كل شيء للحكيم مهران سبحان الله اعطوها مثل ما لوردان تعجبُ من الامر لم تملأ الشوال تعجب الخدم احدهم ذهب للملك واخبرها
بحقيقة ذاك الشوال دخل ملك ميفان على الخازن وجد
ما يذكر الخادم صحيحا أمر الملك بافراغ الكيس شوال واملائها قليلاً من تراب فعل الخدام بما أمر ملك أمتلأ ذاك شوال الصغير قال ملك ميفان لوردان هذا من نصيب الحكيم مهران ثم غضب وردان قال حكيم أمرني أن اخذ من الذي أعطيتني كل شيء
قليلاً اضعها في الشوال لأجل حكيم مهرام وانتم تقولون اعطوها هذا التراب
للحكيم مهران وفيه بعض التراب رجع العطاية للملك ورفض اخذ شيء إلا تراب للحكيم رجع وأطمئن زوجتها
بنتنا أبخير والذئب لي ذئباً بل إنسان وملك من ملوك الارض
فرح بيان لان بنتها ياسمين بخير علم حكيم مهران أتى
مسرعاً وقرع الباب فتح باب وجد حكيم مهران في الباب لاحظ
الحكيم ابتسامة رضى من وردان وبيان قال حكيم حدثني عن سفرك واحداثها واحوال حليلتكم الكريمة
قال وردان وجدتُ شجرتين والعصفور خلف الجبل
وأذهلني يخضر ويثمر وثاني يذبل ثمارها والعصفور
ينزل على شجرة الاولى تذبل الثانية
قال حكيم اما الشجرتين والعصفور
رجل و زواجها من امرأتين يزور الاولى يفرح
من ليلتها والثاني يحزن ويقهر ويذبل وجهه
ويزور الثاني الاولى كذالك
قال حكيم وماذا بعد رايت قال وردان وجدة القدور ثلاثة
ما سر ذاك القدور قال حكيم القدور الثلاثة هم بيوت ثلاثة اثنان منهم ميسورون الحال يطبخون ويرسلون للبعض واما قدر الوسط بيت الفقير لا يجد فيه شيء ليأكله اولاده ينامون جوعا
ولم يرسل لهم بيتان شيء لياكلوها وقال حكيم لوردان ماذا بعد قال وردان وجدتُ (اجلك الله) كلبة يحمل صغارها في بطنها وينبح ذاك الجراء على مارين وعلى السائلين قال حكيم هذا زمن السائل والمحتاج يطرق البيبان يرد الاطفال عليهم قبل الاباء والامهات وقال حكيم لوردان ماذا بعد قال وردان وجدتُ الحراس بجسد الانسان والعقول ورؤوس الذئاب قال حكيم هكذا هم الحراس الملوك في الارض وماذا بعد قال وردان هذا ما حدث باستثناء الكيس الصغير لك قال حكيم اسمع كمل قال اعطأك من كل شيء لم يفيض الكيس دخل علينا الملك وقال افرغوا الكيس صغير ضعوا فيه قليلاً من التراب فاض الكيس وامر صهري الملك اعطيك هذا الكيس قال حكيم مهران أين الكيس انتظرها منذ قدومك قال هذا الكيس صغير دفعها
لحكيم مهران قال حكيم ألم تسئلني عن تراب والكيس
يا وردان قال وردان ما هو السر في كيس والتراب فيه
قال حكيم هذا كيس الصغير أنسان لم يملئ جوفها إلا تراب ..
بقلم شيفان القيصر …