..
الكاتبة: هبه الببلاوي
وكم من حكايات وحكايات للقلوب التائهة.. قلوبٌ لا نعلم هل حقاً هذه القلوب مظلومة أم ظالمة..
هل حقاً القلب مسكين؟! وكيف يكون مسكيناً وهو يقسو ويتقلب ويكره ويحقد؟!..
نعم تقسو أيها القلب فكيف تكون مسكيناً؟!
وكيف تصبح حنوناً؟!.. وكيف تحب؟!.. ولماذا تجرح؟!..
ولماذا يسكنك القلق والشك؟!.. ولماذا تغدر على من يصون عهدك؟!.. ولماذا تخون وتنسى؟!
كل هذا ويقال مسكين!!.. أنت لست بمسكين.. أنت حاد كالسكين.. تذبح بلا رحمة..
ورغم أن القلوب في الدنيا متقلبة؛ فتجد قلباً رحيقاً.. وقلباً سحيقاً.. وقلباً حريقاً.. وقلباً غريقاً..
هناك قلبٌ منقوعٌ.. وقلبٌ مفجوعٌ..
قلبٌ سليمٌ.. وقلبٌ عليلٌ.. وقلب سقيمٌ..
قلبٌ فياضٌ.. وقلبٌ جياشٌ..
قلبٌ مغرورٌ.. وقلبٌ مسرورٌ..
إلا أنه في النهاية قلبٌ مسكينٌ غير قادرٍ على التحكُم في نفسه..
وإذا كنت مسكين فلا تلوم إلا نفسك، فأنت يا قلبُ سبب كلِّ المشاكل..
أنت سببُ انخداعنا بما حولنا، وأنت الذي تسببت في عدم إدراكنا لأشياء كثيرة..
أنت سببُ استخدام نعم ولا في غير مكانها..
أنت سببُ السكوت وقت احتياج المواقف للكلام..
أنت سببُ انكسارنا وانحناء الرأس في وقت كان يجب أن نتحدى كل شيءٍ ونتخذ القرار..
أنت أيها القلبُ الذي يقال أنك مسكينٌ ميَّزت وفضَّلت أشخاصاً لا قيمة لهم، وجعلت مصلحتهم فوق مصلحتك..
أنت من سامحت نفس الشخص على نفس الخطأ مراتٍ ومرَّات، حتى أصبح فرعوناً، وظن أن خطأه هو الصواب، وظل يخادع ويكذب ويبتذ..
ورغم إصابتك بجميع العلل والأمراض، إلا أن الزهايمر لن يأتيك أبداً، وكأنك أخذت له مصلاً قوياً جعلك حاد الذاكرة..
لو أنك يا قلبُ أصابك الزهايمر لارْتاحت عُقُولنا، وعشنا بسعادة.. لأن أصعب الجروح هي جروح القلب.. فجرحك يدمر عقولنا بالتفكير ويصيبها بالخلل..
فيا قلبُ أفق وتبَسَّم للحياة.. واعلم أن قدَرك محتومٌ فلا تجزع.. وعدَّوك ضعيفٌ فلا تخشى..
ابتعد عن الكراهيةِ والحقدِ والرياء، واجعل الصدقَ والإخلاصَ تاجُك، تاركاً ما لا يعنيك، واعلم أنها سلفٌ ودينٌ فلا تحزنْ.. يكفيك أنك محل نظر الخالق..
” إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”..