بقلم / السيد سليم
سورة الكوثر من قصار سور القرأن الكريم والتي تحمل الكثير من المعاني ولننظر في سبب نزولها اولا
نزلت سورة الكوثر في المشركينَ من أهلِ مكَّةَ والمنافقينَ من أهل المدينةِ للنَّبي الذين كانوا يلمزون النبي صلي الله عليه وسلم في عدة أمورٍ هي: إقبالُ الضُّعفاءِ على دعوتِهِ ونفورُ الأغنياءِ ووجهاءِ القومِ منها. وفاةُ أبناء النَّبي الذكور
فكانوا ينادونه بالأبتر أي مقطوع الأثَرِ فلا بنينَ لهُ وكلُّ ذُرِّيَتِهِ هُمْ من البناتِ. قال ابنُ عَبَّاسٍ: (نَزَلَتْ في العاصِ بن وائلٍ؛ وذلك حين رأى رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يخرج من المسجد والعاصُ يدخل فالتقيا عند باب بني سَهْم وتحدَّثا وأناسٌ من صناديدِ قريش في المسجد جلوسٌ فلمَّا دخل العاصُ قالوا له من الذي كنت تُحَدِّثُ؟
قالذاك الأبتر يعني النبي وكان قد توفي قبل ذلك عبدُ الله ابن رسول الله وكان من خديجةَ وكانوا يُسَمُّون من ليس له ابنٌ أبترَ؛ فانزل الله تعالى هذه السورة»
ومن. لطائفُ سورة الكوثر أنها جاءت في الترتيب بعد سورة الماعون التي ذكرت أوصافَ المُنافقينَ من بُخْلٍ وَرِياءٍ وتركٍ للصَّلاة ومنعٍ للزَّكاةِ،
ولقد جاءت في الصَّفحةِ نفسِها مُتممةً للمواضيع المذكورة فيها؛ ففي مقابلة البخل جاءت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أي الكثير اللامنتهي، وفي مقابلة ترك الصلاة جاءت {فَصَلِّ} أي دُمْ عليها وحافظ، وفي مقابلة الرِّياءِ جاءت آية {لِرَبِّكَ} أي اسع لرضى الله لا لرضى الناس، وفي مقابلة منع الماعون جاءت {وَانْحَرْ} والمرادُ هنا التَّصََدُّقُ بلَحم الأَضاحي للفقراء…..والي لقاء آخر مع سورة الكوثر