اسلاميات

سأستغفر لك ربي

سأستغفر لك ربي


كتب / السيد سليم

دائما أهل الخير يتهضون من أهل البغي والشر فما بالنا بولد يدعوا أباه الي الهدي وأبو يدعوه الي الضلال والا فالطرد والرجم والضرب

لكن الابن البار بأبين مهما كان من الأب فعلي الابن أن يقدم الخير والدعاء للاباء

﴿قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا﴾
الحفي البر اللطيف والإحفاء فيه: الإلحاح والإمعان فيه.

قابل إبراهيم (عليه السلام) أباه فيما أساء إليه وهدده وفيه سلب الأمن عنه من قبله بالسلام الذي فيه إحسان وإعطاء أمن، ووعده أن يستغفر له ربه وأن يعتزلهم وما يدعون من دون الله كما أمره أن يهجره مليا.

وأما السلام فهو من دأب الكرام قابل به جهالة أبيه إذ هدده بالرجم وطرده لكلمة حق قالها، قال تعالى: ﴿وإذا مروا باللغو مروا كراما﴾ : ﴿وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما

وأما استغفاره لأبيه وهو مشرك فظاهر قوله: ﴿يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا﴾ إنه (عليه السلام) لم يكن وقتئذ قاطعا بكونه من أولياء الشيطان أي مطبوعا على قلبه بالشرك جاحدا معاندا

ويؤيد ما ذكر قوله تعالى: ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم، وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم﴾

و معنى ﴿سأستغفر لك ربي﴾ سأدعو الله أن لا يعذبك في الدنيا.
وقيل سأسأل الله أن يغفر لك، سأسأله أن يوفقك للتوبة ويهديك للإيمان فيغفر لك وهذا مطلوب من أهل الدعوه وأهل الصلاح أن يدعو للأهل المعاصي بالتوبة والهداية والعودة الي الله

فينبغي علي الابن أن يكون بارا بأبين وأهله حتي وإن كانوا علي غير الإسلام وان يدعوا لهم بالتوبة والهداية فإذا ماجد استحالة اعتزلهم بالمعروف والي لقاء مع قوله تعالي
﴿وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا﴾

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى