العثمانيون والخلافة المدعاة
كتب الباحث في التاريخ الإسلامي محمد العويطي
كثيرا ما كنا نسمع ولازلنا نسمع لفظة « الخلافة العثمانية» من أولئك الأتراك ، ومن تلك الجماعة الإرهابية، فلفظة الخلافة مقرونة بالعثمانيين أطلقها هؤلاء الإرهابيون والغزاة؛ ليضحكوا بذلك علي عقول الشباب ،ويضموه لصفهم ؛ فيقف الشباب في صفهم ويحارب من أجلهم فكريا وجسديا إن استطاع، وقد نجحوا في ذلك إلي حد بعيد حقيقة ، وخصوصا بعد الحملات الإعلامية الممنهجة التي يشنها هؤلاء من مسلسلات وأفلام وبرامج كاذبة مبهرجة ببهرج خداع لا تمت للصحة بأي صلة علي الإطلاق ، وكل هذه البرامج مدعومة من قبل الدولة التركية بقيادة ذلك المعتوه الذي يريد أن يستولي علي بلادنا باسم الدين ، وباسم الخلافة التي لم تكن لهم أبدا وسأبين ذلك فيما يلي:
إن من شروط الخلافة أن تكون لقريش والأدلة علي ذلك واضحة وجلية في السنة النبوية وأقوال العلماء ، فجماهير أهل العلم على أن خليفة المسلمين يجب أن يكون من قريش، بل حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: الأئمة من قريش. رواه أحمد، وقوله صلى الله عليه وسلم: الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم. متفق عليه.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم عند هذا الحديث: هذا الحديث وأشباهه دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش، لا يجوز عقدها لأحد غيرهم، وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة فكذلك من بعدهم. انتهى.
أما ما يطلقه هؤلاء كالطير في السماء فكلام مكذوب الغرض منه التوطيد لدخول العثمانيين إلي بلادنا واحتلالها ونهب ثرواتها دون أن يجدوا أي صد ولا مقاومة ، وما ينبغي علينا فعله ، الإدراك بحجم المخاطر التي تحاك لنا والسموم التي تبث لنا من هؤلاء ، وتوعية الشباب ،وحثهم علي القراءة والتثقف حتي لا نغتر بأحد.