النيل نيلي والعرض غالي
بقلم مصطفى سبتة
لن يقتلوا الشمس فيك يانيل
لن يخرجوا القمر عن مداريه
أيا نيل لأى زمان صرت يانيل
هل كل لغو لديك الآن تنزل
هل كل زيف تراه الآن معجزة
هل كل سم على كفيك تقبيل
هل كل فخر على الاشهاد تصليه
هل كل نار على عينيك قنديل
هل كل من شيدالاصنام تعبده
السيف مات فاغرتنا الأقاويل
عشنا مع الحب أطفالا تدللنا
تنساب شوقا وبعض الشوق تدليل
كنت الحبيب الذى داوى مواجعنا
أين الهوى والمنى أين المواويل
قدكنت يانيل خمرا لاتحرمها
أصبحت سما فهل للقتل تحليل
قدشوهوا الصبح في عينيك من زمن
فالطين مسك وخزى العار إكليل
كم مات صوتي فهل ادمنت مقتلنا
هل كل قول وإن يخدعك إنجيل
الصوت صوتي تراك الآن تنكره
أم ضاع صوتى لأن العرس تطبيل
قالوا لنا من يذوق النهر يذكره
الناس تنسى فبعض العشق تذليل
كنت الشموخ الذى لاشئ يرهبه
فالماء وحي وصوت الطير ترتيل
كنت المليك الذى يأتي ونحمله
فالزهر يشدو وهمس الكون تبجيل
وجهي الذى لم يعد وجهى اطارده
فى كل شىء فيبدوا فيك يانيل
فى الطين القاه حينا ثم احمله
مزقت وجهى وماللوجه تبديل
وجهى الذى ضاع فى عينيك من زمن
يجفو قليلاً وتنسيه التعاليل
ضيعت وجها جميلاً عشت أعشقه
مااسوأ العمر لوسادت تماثيل
غيرت لوني الذى مازلت اذكره
أصبحت مسخا وماللون تعديل
في كل شيء نراك الآن تسرقنا
فالحلم دين وكل العمر تأجيل
ارضعتنا الحزن فى الأرحام نشربه
صرنا دموعاً وملتنا المواويل
مازال يانيل عشقي فيك يهزمنى
والعشق كالداء لابشفيه تأميل
يكفيك يانيل ماقدضاع من زمن
لن ينفع القبح مهما طال تجميل
إن صارت الأرض اقزاما تضللنا
لن يرفع القزم فوق الأرض تهليل
احلامنا لم تزل فى الطين نغرسها
إن يرحل العمر ماللحلم ترحيل
مازالت الأسد خلف النهر تسأله
هل ينجب الطهر إفك أو أباطيل
فلتغرق الارض نورا كى تطهرنا
ما اثقل العمر سجان وتنكيل
أطلق أسود الوغي للنهر تحرسه
لن يحرس النهر بعداليوم تضليل
لن يقتلوا الشمس مهما غاب موعدها
إن مزقوا الشمس لن تخبوا القناديل
ما زلت فى العين ضوءا لايفارقها
فالكل يمضى وتبقى أنت يا نيل