ھل تجید حماس إدارة أزمة كورونا في قطاع غزّة؟

كتب / عبده الشربيني حمام

لا یعیش قطاع غزّة في الآونة الأخیرة أفضل أحوالھ، إذ رغم الاستقرار الظاھر للوضع الوبائي في المنطقة إلاّأنّ مؤشّرات كثیرة توحي بأنّ كورونا لا تزال متواجدة
وأنّ الوضع قد یكون خارجا عن السّیطرة دون علم
السّلطات نظرا لقلّة التحالیل التي تجریھا الجھات الطبیّة لغزّة خصوصیّة عن باقي محافظات قطاع الضفة
الغربیّة، إذ یخضع القطاع لحكم حركة المقاومة
الإسلامیة حماس، ویشھد حصارًا منذ ما یزید عن عشر
سنوات، كما یُعرف القطاع بتردّي المنظومة الصحیّة فیھ
والتي أوشكت على الانھیار في مناسبات كثیرة، كما
یعاني الشعب الفلسطیني ھناك من ضعف في إمدادات
الغاز والكھرباء والموادّ الأساسیّة. كلّ ما ذُكر في الفقرة
السّابقة ازداد سوءًا في الأشھر الثلاثة الأخیرة وتحدیدا
منذ اقتحام فیروس كورونا البلاد وشروعھ في تھدید
أرواح مئات الآلاف.
ینتقد مسؤولون كبار في رام الله قیادة حماس لقطاع
غزّة، ومن ضمن مشمولات ھذا النقد تغلیب حماس
صراعاتھا السیاسیّة في المنطقة على مصلحة شعبھا
المتضرّر نتیجة تراكم الأزمات الإنسانیّة والحصار
المتواصل منذ زمن طویل. من المعروف عن حماس اختلافھا الشدید مع حركة فتح صاحبة القرار في الضفة
الغربیّة، إضافة لاتخاذھا المقاومة المسلّحة خیارًا وطنیّا
ترید تعمیمھ على الصعید الوطني. ویرى ھؤلاء
المسؤولون أنّ التوجھات السیاسیة المذكورة آنفا تفسّر
إلى حدّ بعید سبب تردّي الأوضاع في قطاع غزّة.
یتداول كثیرون الموقف التالي: ما فائدة المقاومة المسلّحة
إذا كانت حماس تھمّش سكان غزة؟ ویرى آخرون أنّ
حماس تعتبر العدو الخارجي أسوأ من الفقر والتھمیش
غیر المقصود لذاتھ. بین الموقف ھذا وذاك، تحتاج
حماس لوقفة جدیّة في غزّة لمراجعة حساباتھا الداخلیة
خاصة مع الشكوك الكثیرة التي یطرحھا تواجد إسماعیل
ھنیّة زعیم حركة حماس خارج القطاع منذ أشھر
طویلة.