للكاتب السفير الدكتور
طارق عبدالله موسى
إعتاد عم أحمد، المزارع البسيط ،الذى كان يعمل لدى إبراهيم العطار فى مزرعته ، على السمع والطاعة !
فقد كان يجتهد فى عمله ،
ليحصل على أفضل محصول من مزرعته التى كان يرعاها ، والتى عهد إليه مهمة الإشراف عليها ..وكان عقابه الوحيد إذا أهمل فى عمله بالمزرعة هو الضرب على القفا !فإذا غرق الزرع أثناء الرى، ضرب على قفاه! وإذا هلكت الماشية ضرب على قفاه ! وإذا أمالت الرياح عود زرع ضرب على قفاه! ، وإذا تكاسل فى عمله أوتأخر ضرب على القفا ..وهكذا !!
وذات يوم توجه عم أحمد لكى يروى المزرعة ..فتح الماء ..وغلبه النعاس .. ففاض الماء ، وغمر الأرض ..فأوسعه العطار ضربا على قفاه ..حتى تورم ! فذهب لأسرته ..التى لامته على ذلك الأمر ..ونصحته بترك العمل مع هذا الطاغية المدعو العطار ! أوأن يسأله بأن
يستبدل الضرب على القفا بخصم شئ من الأجر الذى يقدمه له مقابل العمل !
ولكنه رفض ..كنت رفض العطار من قبل ..فالعطار قد أدمن ضربه على القفا ..كما أدمن هو الآخر الضرب على القفا ..وتوجه لإحضار دهان ” هيموكلار ” من الصيدلية ليداوى آثار الإلتهابات الناجمة من هذا الضرب المبرح !
وكان كلما يقوم بتدليك قفاه بهذا الدهان ، يستشعر راحة عجيبة فى إيقاف هذا الألم المبرح ..بيد أن التجربة أعجبته !!
وعندما حان موعد رى المزرعة ..تعمد فتح الماء ..والتوجه للنوم ..فغلبه النعاس ..غرق الزرع !!..فضربه العطار من جديد على قفاه! توجه للصيدلية واشترى الدهان !
أقبل الصيف ، وطال أمد الفاصل الزمنى بين الزراعات ..فلا زراعة ..ولارى ..ولا ضرب على القفا!
قرر عم أحمد التوجه إلى العطار قائلا :ممكن علقة ساخنة على القفا !
رد العطار قائلا : لاتتعجل ، فأمامك مواسم متعددة للزراعات !
الكاتب الكبير
د. طارق عبدالله موسى
سفير السلام العالمى
زر الذهاب إلى الأعلى