سلوى
سلوى
بقلم الكاتب/ محسن رجب جودة
في حوالي الرابعة فجرا انطلقت صرخات مدوية في هذا البيت الريفي البسيط
كانت الصرخات تنبأ عما تعانيه صاحبتها من الألآم الشديدة التي تكاد تعصف بها ….هب زوجها من نومه سريعا يبحث عن الداية ….ولكنه لم يجدها فبحث عن وسيلة مواصلات فلم يجد أمامه سوى عربة كارو……..فساعد زوجته حتى استقرت بداخلها..وبعد ما يقرب من مرورالساعة وصلوا إلي الوحدة الصحية…..فلم يجدوا بها سوى الخفير الذي أخبرهم أن الطبيب في إجازة ……….وتزايدت الألآم وتوالت معها الصرخات المدوية وانهمرت معهما عبرات الزوج التي انسدلت من عينيه كالفيضان……وهو يشعر بقلة حيلته فقد أحصى مامعه ليجدها جنيهات معدودة استطاع توفيرها لكي يعطيها للداية بشرى للمولود عقب الولادة ……ولكن هنا ماذا تفعل هذه الجنيهات القليلة إن زوجته تحتضر أمامه وهو لا يستطيع فعل أي شيىء……فرفع يديه إلي السماء متضرعا قائلا عبارة واحدة ياحنان يامنان …..وفجأة أضاء المنزل المقابل للوحدة الصحية وإذ بفتاة في ريعان شبابها تهرول مسرعة وأسرتها تهرول وراءها إنها الدكتورة سلوي التي كانت في زيارة أسرتها……واستطاعت بعد عدة محاولات أن تدخل بالسيدة إلي إحدى حجرات الوحدة الصحية ….وهي تحاول جاهدة استعمال ما لديها من خبرة في هذا المجال وبعد فترة ليست بالقليلة ….خرجت لتزف بشرى نجاة الأم وطفلتها الصغيرة سلوى التي أطلق الأب هذا الاسم عليها عرفانا بالجميل لأن هذا هو كل ما يملكه….