كيف اللقاء بقلم مصطفى سبتة
كيف اللقاء بقلم مصطفى سبتة
أري الحرُّ يأبى أن يغادر نخوة
ويعيش في قعر المهانة راكعاً
إلى الله عودي من هواك وسارعي.
فهذي دروب الله طابت لخاشع.
سيول من الدمعات تحنو لبيته.
ونار من الأشواق تكوي أضالعي.
فنبضة فلبي من حنيني لسجدة.
تراود نفسي في خلو الجوامع.
إلهي بجود منك طيب خواطرا.
تبيت على ليلات ذكر وتضرع.
علي هي الأوجاع حطت رحالها.
ومالي سواك من يزيل مواجعي.
فأنت الرجاء في الخطوب بلطفك.
وأنت المغيث في البلاء لضارع.
أمد يدي إلى السماء بدعوة.
وأرجو الجزاء من مطاع لطائع.
أتيته بعد العسر أحمل رايتي.
وكلي رجاءا في قبول مطامعي
كيف الرجولة بالبساطة تنحني
ويقيم في بئر المعافن ضائعاُ
كيف الحياة تدوم دون أمانة
والكل أضحى للدنيئة خاضعا
إهوال عصر ما رأينا قبلها
والجيل أمضى بالمهاذل قانعاً
كيف اللقاء وقد أتيتَ معاصيا
ماكنت يوما للمواعظ طائعا
ولقد إتيت من الكبائر شرها
للحق خنت وكنت عبدا بائعا
شرع الإله وفضل كل رسالة
وجهلت نورا ما رأيتك نافعا
للدين والدنيا ورب بسيطة
كم كنت للعصيان خلاً لامعا
ونسيت في بحر الغمام مطالبا
كم كنت في نشر الوئام ممانعا
والعند بات بصدر قلبك شعلة
ورأيت فكرك بالجهالة قابعا
وقبعت في نفق الظلام وخيبة
وغد ا تذوق الحشر مرا لاذعا