بقلم /السيد سليم
ختاما لقصة موسي عليه السلام يبين الله نهاية كل متكبرا و ظالم وباغي علي قومه لينفرد قارون بهذا المشهد بقوله تعالي
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ
كما زكرنا، ان الله ختم قصة موسى – عليه السلام – التى جاء الحديث عنها فى كثير من آيات هذه السورة – ختمها بقصة قارون الذى كان من قوم موسى – عليه السلام – فقال – تعالى
( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ موسى ) قال تعالى وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحياة الدنيا وَزِينَتُهَا ) بين أن قارون أوتيها واغتر بها . ولم تعصمه من عذاب الله ، كما لم تعصم فرعون ولستم – أيها المشركون – بأكثر عددا ومالا من قارون وفرعون ، فلم ينفع فرعون جنوده وأمواله ، ولم ينفع قارون قرابته من موسى ولا كنوزه .
و كان قارون ابن عم موسى . . . وقيل كان ابن خالته وقوله ( فبغى عَلَيْهِمْ ) من البغى وهو مجاوزة الحد فى كل شىء .
والمعنى : إن قارون كان من قوم موسى ، أى : من بنى إسرائيل الذين أرسل إليهم موسى كما أرسل إلى فرعون وقومه .
( فبغى عَلَيْهِمْ ) أى : فتطاول عليهم ، وتجاوز الحدود فى ظلمهم وفى الاعتداء عليهم .
ولم يحدد القرآن كيفية بغيه أو الأشياء التى بغى عليهم فيها ، للإشارة إلى أن بغيه قد شمل كل ما من شأنه أن يسمى بغيا من أقوال أو أفعال .
( إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ ) والمراد بالفرح هنا البطر والأشر والتفاخر على الناس ، والاستخفاف بهم واستعمال نعم الله – تعالى – فى السيئات والمعاصى
( إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الفرحين ) تعليل للنهى عن الفرح المذموم .
فلقد أعطى الله – تعالى – قارون نعما عظيمة ، فلم يشكر الله عليها ، بل طغى وبغى ، فقال له العقلاء من قومه : لا تفرح بهذا المال الذى بين يديك فرح البطر الفخور
.والي لقاء اخر ان شاء الله..