بقلم السيد سليم
المشهد العاشر من الفصل الثاني ينفرد به موسي عليه السلام ويخلو بربه معترفا بخطورة ارتكابه جريمة القتل لكنها العودة إلي الله بندم وتوبة
قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
ندم موسى على ما كان منه من قتله النفس التي قتلها,
وتوبته إلي الله ومسألته غفرانه من ذلك ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ) بقتل النفس التي لم تأمرني بقتلها,
فاعف عن ذنبي ذلك, واستره عليّ , ولا تؤاخذني به فتعاقبني عليه.
عن ابن جُرَيج,
في قوله: ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي )قال: بقتلي من أجل أنه لا ينبغي لنبيّ أن يقتل حتى يؤمر, ولم يُؤمر.
عن قَتادة, قال: عرف المخرج, فقال: ( ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ).
وقوله: (فَغَفَرَ لَهُ) : فعفا الله لموسى عن ذنبه ولم يعاقبه به، (إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) يقول: إن الله هو الساتر على المنيبين إليه من ذنوبهم على ذنوبهم, المتفضل عليهم بالعفو عنها,
الرحيم للناس أن يعاقبهم على ذنوبهم بعد ما تابوا منها.
هكذا ينتهي المشهد العاشر بلوغ نبي الله موسي بربه طالبا العفو والمغفرة معترفا بما اقترفه من جرم ويتقبل الله منه ويغفر له والي لقاء آخر مع المشهد الحادي عشر..