بقلم / السيد سليم
وتنتقل بنا الاحداث الي مرحلة التتبع لموسي فبعد ان ربط الله علي قلب ام موسي واسكنه الطمأنينة علي الرضيع لكنها الأمومة التي ينخلع القلب علي فلذات اكبادها فبصرت فوجدت ابنتها فارسلتها
وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ
وَقَالَتْ أم موسى لأخت موسى حين ألقته في اليم (قُصّيهِ) يقول: قصي أثر موسى, اتبعي أثره, تقول: قصصت آثار القوم: إذا اتبعت آثارهم
و عن ابن عباس ( وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصِّيهِ ) أي قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا, أحيّ ابني أو قد أكلته دوابّ البحر وحيتانه ونسيتِ الذي كان الله وعدها. وقوله فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ فقصت أخت موسى أثره, فبصرت به عن جُنُب: يقول فبصرت بموسى عن بُعد لم تدن منه ولم تقرب, لئلا يعلم أنها منه بسبيل
فكانت تمشي علي جانب الشاطئ تراقبه وهو في البحر
, : ومعني عَنْ جُنُبٍ اي عن بُعد.
و الجنب: أن يسمو بصر الإنسان إلى الشيء البعيد, وهو إلى جنبه لا يشعر به.
وقوله: ( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) يقول: وقوم فرعون لا يشعرون بأخت موسى أنها أخته
وقيل ( فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) أنها أخته, قال: جعلت تنظر إليه كأنها لا تريده. وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) أنها أخته.
( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) أي لا يعرفون أنها منه بسبيل…وهنا تسدل الستار علي مشاهد الحنو والانشغال والالقاء باليم والخوف وبث الطانينة في قلب الام والحافظ علي الرضيع الا ان وصل الي قصر الفرعون ليكون المشهد السادس من داخل قصر الفرعون فننظر كيف ردوه الله الي امه كما وعدها..فالي لقاء ..