أدب

غض الطرف

غض الطرف

غض الطرف

بقلم مصطفى كرم

أيتها العيون خبريني ماذا أكون
وبي درب من الهوى والشجون
أرى همساتك أسمع نظراتك
فينتابنى شعور وشوق مجنون
تاهت حروفي وتلعثمت كلماتي
بين نبض ثائر وصمت سكاتي
أحيانا تنطق العيون ما بالفؤاد
فأخفي ما يجول في نبضاتي
هل أكون حقا عاشقا مفتونا
أم أن ذاك محال في حياتي

همست
أيها العاشق غض الطرف عني
فالروح غائبة والقلب ملئ بالأحزان
فقد رحل الربيع وجفت الأغصان
الورد ذبلت نضرته وبهتت الألوان
بجرح أدمى فؤادي بحب كان
هو الهناء والمرام من الزمان

فقلت
كيف لقلب عاشق يهب الحنان
أن يضحى يوما أسيرا للأحزان
إن كان حظك فذاك عيب الربان
لم يعرف قدر جوهرة للحسان
يا ليت لي بمثل قلبها النبيل
لاسقيته الشهد غدقا سلسبيل
فيه الروح تهيم وله القلب يميل
وأكن من بعده عاشق صوان

فقالت ….
كيف لي أن أكون نبعا حنونا
وقد رحلت الفرحة وفارقت العيون
وما يسكنني إلا الخوف والظنون
فالقلب مكسور ويأبى الفتون
ولا يود أن يبليك بالشجون
فتشيخ بك الأماني لحلم ميمون
لن تجد منه إلا حطاما مرهون
ذكرى بالية وقلب مدفون
تصبح به عليلا وليلك سجون

ها هنا أدركت أنها لا تهوى الرحيل
رغم كل ما قالت وتصرخ أنا القتيل
ما أريد عنك رحيلا أو أريد تبديل
فاقتربت منها ناظرا بعينيها لقليل
سال دمع حنينها وعلا الشوق جبينها
هتفت كيف ترحل يا قلبي الجميل
لو أن لسانى قال اكرهك فذاك تضليل
فأنت أنا والحياة بدونك هو المستحيل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى