أدب

تحتاجُ تفسيراً للشاعر هشام البنا

تحتاجُ تفسيرا

للشاعر هشام البنا


بانت حقيقتها لمّا بدت نورا
إن شُفتها سُيِّرَ الوجدانُ مطيورا
لا شئَ يعصمني من حسن طلعتها
لو أنه جبلٌ قد كان مشطورا
هم كاتبون الهوي قالوا الهوي نكدٌ
أجمل به نكدا كم نمتُ مسرورا
والحبُّ أعمي فهم قالوا وقلتُ لهم
قضاؤه قدرٌ ما اعتدتُ تفكيرا
وقل حبيبي لو العشاقُ في ذللٍ
ذلُّ القلوب متي ما كان معذورا؟!
أليس في الحب إحساس يوحدنا
يعمِّرُ القلبَ لم يتركه مهجورا
الحبُّ في صدر كل العاشقين كما
الفلوسُ في جيب شخصٍ عاش مستورا
لمّا رأيتُ لها ما قد رأيتُ بها
رأيتني فجأة سُمِّرتُ تسميرا
وقلت سبحان ربي في تصورها
فكم عَجزْتُ عن التعبير تعبيرا
تشدُّني نحوها كالأم إن فَزِعَت
لو صار عيِّلها للناس منظورا
تضمُّني ضمَّة المحروم في لهفٍ
حتي انحني الضلعُ بعد الضلعِ مكسورا
أصحو بترنيمةٍ من شدوِ (قُِبلتها)
في وجه محرابها كَبَّرتُ تكبيرا
شغلتُ بالي بأشغالٍ لأَلْهِيَهُ
ما كنت أعرف أن يزدادَ تفكيرا
حاولتُ تفسيرها تفسيرَ رِقَّتها
وكلَّما فُسِّرَت تحتاجُ تفسيرا
فقلت كيف استطاعَ الكونُ رؤيتها
لربما كان هذا الكونُ مسحورا
نَدَهْتُها دون صوتٍ دون رؤيتها
وكان قلبي علي الأشواق منشورا
هيَ التي ملكت في القلب ما ملكت
حتي جري خلفها طوعا ومأمورا
فكل شوقٍ يَخُشُّ القلبَ عارفُها
وكل فكرٍ أتاها نالَ تقديرا
قصيدةٌ عذبةٌ زانتْ بلاغتُها
إن أنشدت في الخلا لمّتْ جماهيرا
فطبعُنا واحدٌ ، في وجهنا شَبَهٌ
في عشقنا ورعٌ ، في أمرنا شوري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى