كتب / وليد محمد
فى عصر التطور والتقدم والتكنولوجيا الحديثة ، أصبح دور الصحة النفسية يشكل أهمية قصوى في تقدم الدول لإعداد وتهيئة أجيال خالية من أى أضطرابات نفسية والتى حتما سينعكس إيجابًا فى تقدم الدول وفى نهضتها، وبالتالي إلى رفع إنتاجية الأفراد وتحقيق تنمية إجتماعية آمنة وناجحة،
إذ تعد مهمه للفرد فى فهم ذاته والقدرة على التوافق مع نفسه وشعوره بالسعادة مع النفس والآخرين، والقدرة على مواجهة مطالب الحياة وتكوين اسرة سليمه والعيش فى سلامة وآمان، ومهمه أيضاً للمجتمع لانها تهتم بدراسة وعلاج المشكلات الإجتماعيه التى تؤثر على نمو الفرد.
ولنا أن نتصور كيف يكون الحال لو أنشأنا أجيال مهزوزة و مكتئبه و يعانون من الخوف والقلق والتوتر والوسوسة وبالتالي فأن الصحة النفسية ستؤثر على الفرد والمجتمع سواء بالإيجاب أو السلب.
ولاشك بأن العلاج النفسي يعتمد على الطبيب النفسي والأخصائي السلوكي فكلاهما مكملان لبعض ، فالطبيب النفسي يعتمد علاجه على وصف ألدواء التى تساعد على تخفيف الأعراض الذى يعانى منها المريض النفسى،
أما العلاج السلوكي فيعتمد على جلسات استشاريه تساعد المريض على التغلب على مشكلته النفسية وكيفية مواجهتها وذلك بتحفيز الإرادة الداخلية
ولاشك أن ضعف هذا الدور السلوكى أوجد ثغرة في استغلال البعض لهذه المهنة بفتح مكاتب فخمة للكشف على الحالات المضطربة وبأسعار خيالية ، وبعد ذلك يتم تقديم ورقة استبيان لتعبئتها وهى تتضمن على عدد كبير من الأسئلة ، وأيضاً بسعر إضافي وخيالي غير رسوم الكشفية بدواعي ودوافع تحليل شخصية المريض وتقييم حالته ، وبعد ذلك يتم التعامل مع المريض بكل الأساليب الاستغلالية من أجل الاستفادة المادية ، وفي الأخير إما يقال له بأنه مسحور أو أن هناك عمل خفي أجري له ، أو أنه يعاني من الفوبيا والهلع بسبب صدمة ما فى حياته ، ويطلب منه بعمل بعض الوصفات الشعبية مثل رش الملح إثناء الإستحمام بالماء البارد وغيرها ،وكثير مثل هذه الوصفات التي تعتمد على الاحتيال وتكون حصيلته فى النهاية استنزاف المريض بمبالغ كبيره بمقابل فائدة وهمية قصيرة وتعود بعد ذلك حالة المريض كما هى
وللأسف قد يلعب أحياناً ضعف الوعي وعدم الثقافة ووسائل التواصل الإجتماعى والقنوات الفضائية دورًا كبيراً في إبراز نجومية هذه الشخصيات الوهميه بتكريس صورهم واستضافتهم فى المقابلات
فعند زيارة هذه الشخصية في مكتبه نجد كل أركان الجدران مزدهرة بشهاداته ، بينما هدفه وشعاره الذي يخطط له فى النهايه هو استغلال المريض وانتهاز فرص معاناته وإحساسه بعدم قدرته على مهامه وشعوره بالعجز ، فيتم شفط كل ما في جيوبه
وما دعاني إلى كتابة هذه المقالة هو مع الاسف انتشار الاضطرابات النفسيه فى مجتمعنا بصورة ملحوظه لدرجه قد لايخلو عائله الا بوجود حالة مضطربه قد تزعج وتعكر صفو العائله
وايضا لمست ذلك من تجربة كثير من الشباب الصغار الذين وهم فى مقتبل العمر وفى عمر الزهور ويحتاجون إلى أشخاص مخلصة وأمينه تأخد بايديهم وتساعدهم فى تخطي الصعاب والصدمات ، ويعبروا بهم إلى شط الأمان ليكونوا قدوة واعضاء صالحين ومنتجين سواء على مستوى أسرته ومجتمعه .
أخيرًا.. لا أخفي أن قلت بأن هناك شخصيات نفسية ممتازة تتعامل مع الاضطرابات النفسيه الذين لا يحتاجون إلى التدخل الدوائي إلى جلسات نفسية ومصارحة تعزز في دواخلهم الإرادة والقوة والعزيمة بمنظومة علمية وأساليب نفسية هدفها علاج المريض النفسي وتعزيز ثقته بنفسه وابعاده عن شبح المخاوف وأمراض العصر ومنها القلق والتوتر والاكتئاب ، وتقوية علاقته بالله عزّ وجل وزيادة إيمانه وتقوية الطاقة النفسية لديه ، ويقدمون خدماتهم الاستشارية برسوم رمزيه وفي متناول الجميع بعيداً عن الدجل والنصب والاحتيال.
وأخيرًا.. فأن الفرد الذي يعاني من الاضطرابات النفسية التي لا تستوجب الدواء من حقه أن يجد الشخص المناسب الذي يقف بجواره وينهي معاناته ، وهذا ما ارجوه أن تهتم به القطاعات الصحية في مملكتنا الغالية لأن هناك نقص في هذا المجال ، وهذا مما ساعد على لجوء شريحه كبيرة من شبابنا الى هذه الشخصيات الوهميه التى ذهب ضحيتها كثير من أبناءنا.
والله من وراء القصد.
زر الذهاب إلى الأعلى