كتب / السيد سليم
مازلنا نطوف حول سورة الكوثر رزقنا الله وإياكم الشرب من حوض النبي صلي الله عليه وسلم
فسورة الكوثر بآياتِها الثَّلاثِ وكَلِمَاتِها العَشْر، بِِخُلُوِّها
مِنْ حَرْفِ المِيمِ إعجازاً وَفَصَاحَةً، بِكُلِّ ذلك تُعَدُّ أقصرُ سورةٍ في القُرآن الكريمِ، وهي مكِّيَّةٌ، نَزَلَتْ بعدَ سورةِ العاديات، ترتيبها في المُصْحَفِ هو 108، وتُعْتبرُ هذه السُّورةُ خاصةً بَرسولِ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مثلَ سورةِ الضُّحى،
وسورةِ الشَّرْحِ؛ يُخَفِفُ عنْهُ رَبُّهُ فيها مِنْ أَذَى المُشْركينَ ويُسَلِّي عن قلبه فيها، وَيَعِدُهُ بالخَيْرِ إذ إنّ ما يفعلونَهُ به إنَّما هو مِنْ ضَعْفِ عُقُولِهِم وإدراكِهِم، ويُرْشِدُهُ إلى طريقِ الحَمْدِ والإخْلاصِ .
تفسيرُ سُورةِ الكوثر الكوثر: هوالمُفْرِطُ في الكَثْرَةِ، وقيل هو نَهْرُ الكوثرِ في الجَنَّةِ، وأصْلُ كلمةِ الكوثَرِ يَدُلُّ على الكَثْرةِ والزِّيادةِ، ففيهِ إشارةٌ إلى كمالِ الخَيْراتِ التي ينعم الله بها على نبيه في الدُّنيا والآخرة. صفاتُ ماءِ نهرِ الكوثرِ أشدُّ بياضاً من اللَّبَنِ، وأحلى مذاقاً من العَسَلِ،
وأطيبُ ريحاً من المِسْكِ، ولقد وصف النبيُّ بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً، ولم يسودَّ وجهه أبداً. الشانئ: المُبْغِضُ. لأبتر: مقطوع العَقِبِ والأَثَر، وكيف لِنَبِيٍ أن يكونَ أبترَ وهو موصولٌ بالحَيِّ القيُّومِ، وبين يديهِ رِسالَةُ الدَّعْوة إلى اللهِ لا مبتورةُ المَعنى ولا الأَثَرِ، فأنّى لصاحِبِهَا أن يكونَ بعيداً عن الحَقِّ والخير إلاَّ أنَّ الضَّلالَ والكفرَ هو من يَبْتُرُ أهلَهُ وأتباعَهُ نسأل الله أن يرزقنا وأياكم شفاعة النبي والشرب من نهر الكوثر بيديه