يا قلبي ماذا سَأكْتُبُ
يا قلبي ماذا سَأكْتُبُ
بقلم مصطفى سبتة
ماذا سَأكْتُبُ والأَقْلامُ تَحْتَضِرُ
وَالسَّاعَةُ اقْتَـرَبَتْ والنَّاسُ تَنْتَــظِرُ
نُمْسي وَنُصْبِحُ في ظَلْماءَ دامِسَةٍ
وَالكُلُّ يَعْلَمُ ما يُخْــــفي لنا القَدَرُ
تَبْقى الشُّعوبُ إلى الحُكَّامِ خاضعَةً
تَحْني الرُّؤوسَ وَتَحْتَ القَمْعِ تُعْتَصَرُ
لا يَمْلِكُ العَزْمَ إلاَّ شَعْبُ مُجْتَــــمَعٍ
لَمّاَ يُريدُ بِصِدْقِ الجِـــــدُّ يَنْتَــــــصِرُ
وَمَنْ أَرادوا العُلى تَأْتي بِلا عَمَلٍ
أَتاهُمُ الوَهَـنُ القأضي بما انْتظَـروا
أَبْكي على وَطني والنَّاسُ تَبْتَـسِمُ
كَأَنَّ حُزْني بِرَيْبِ الفِـعْلِ يَتَّـسِــمُ
هَبَّ البَغاءُ على الأَوْطانِ مُنْتَـــقِماً
مِنَ العَقـيدَةِ والفُـسَّاقُ ما نَدِمــوا
كَأَنَّ أُمَّتَنا في البُؤْسِ قَدْ غَرِقَتْ
فَطالها الجَهْـلُ والإِمْـلاقُ والسَّـقَمُ
وَلَيْسَ يُقْبَلُ إنْ أَنْكَرْتَ مِحْنَتَنا
فَواقِعُ الحالِ بِالنُّقـصانِ يَصْــطَدِمُ
مازلتُ أُومِنُ بالتَّغْييرِ في وَطَني
لوْلاهُ ما حَقَّـقــتْ أَحْلامَها الأُمَــمُ
إشاعَةُ الظُّلْمِ في الأَوْطانِ طُغْيانُ
وَالحُكْمُ في بَلَدي حَيْفٌ وَبُهْــــتانُ
والنَّهْبُ والزُّورُ والأَسْماءُ واحِدَةٌ
والبَغْـــيُ طاغٍ وَشَـــرُّ النَّاسِ أَلْوانُ
نَكادُ نُصْبِحُ كالعُبْدانِ في بَلَـــــدي
وَما لنا كشــــــعوبِ الأَرْضِ أَوطانُ
كالكادِحينَ على نارٍ مَعيشَتُـــــــهُمْ
وَكلُّ عَيْشٍ يُهينُ النَّاسَ خُـسْـــرانُ
وَلَيْسَ يَقْوى على التَّغْييرِ مُجْتَـــمَعٌ
أَعاقَ نَهْضَتَهُ جَهْـــــــلٌ وَطُغْـــــيانُ
قُلْ لي:بِأَيِّ جَديدٍ جِئْتَ يا عامُ
مازالَ في وَطَنــي التَّغْيـيرُ أَوْهامُ
بِئْسَ الشُّعوبُ أَذَلَّ الجُبْنُ نَعْرَتَهُمْ
واللَّيْلُ عَسْـعَسَ والحُــــكَّامُ ظُلاَّمُ
ما أَقْبَحَ الجُبْنَ عِنْدَ النَّاسِ إنْ ظُلِموا
إنَّ الجَبانَ يِســــــــوءِ الطَّبْعِ لَوَّامُ
وَكُلُّ شَعْبٍ سَيَجْني ما سَيَزْرَعُهُ
والعِلْمُ نُورٌ وَجَهْلُ النَّاسِ إِعْــدامُ
يَجْري الزَّمانِ وَكُلُّ الخَلْقِ يَتْبَعُهُ
وَسِــرُّ نَشْأَتِــــــنا ساعاتٌ وَأَيَّـامُ
كَيْفَ المَآلُ إذا ما ساءَتِ الحالُ
وَهَــبَّ وَيْلٌ بِضَـــرْبِ النَّارِ قَتَّالُ
وَقَـــدْ سَأَلْتُ لِأَنَّ الـقُدْسَ صادَرَها
أَعْداءُ رَبِّي بِـدينِ الحَـقِّ جُــــــهَّالُ
وَكيْفَ أَسْكُتُ عَنْ تَهْويدِ حاضِرَةٍ
وَما لَهــا بِأَقاصـي الأرْضِ أَمْثالُ
أَنالَها الشَّرَفَ الأَعْلى مُعَــــلِّمُنا
مُحَــمَّدُ المُنْذِرُ المُــــخْتارُ مِفْضالُ
لِذلكَ القُدْسُ لَنْ نَرْضاهُ عاصِمَةً
لِلْمُعْتَدينَ وَجُــبْنُ الــــنَّاسِ إِذْلالُ
ياسائِلَ المَسْجِدِ الأَقْصى عَنِ العَرَبِ
إنَّ العُروبَةَ وَهْـمٌ حِيكَ بِالكَذِبِ
أَيْنَ العُروبَةُ بَلْ أَيْنَ الأُسودُ وَمَنْ
في قَوْلِهِ الفَصْلُ بَيْنَ الجِدِّ واللَّعِـبِ
حَلَّتْ بِنا الكُرْبَةُ السَّوْداءُ مُظْلِمَةً
وَالقُدْسُ تَبْكي على الإِسْلامِ والعَـرَبِ
وَشَلَّنا الجُبْنُ ضُعْفاً في مَواطِنِنا
فَاجْتاحَنا نَكَـدٌ أَعْــدى مِنَ الجَـرَبِ
إِنَّا لَفي زَمَنٍ أَضْحى اليَهودُ بِهِ
أَسْيادَ عالَمِنا المَحْكومِ بِالرِّيَــبِ