يا ساكنَ القلبِ والروح
بقلم مصطفى سبتة
عهدي بِحُبكِ جَمْراتٌ على كبدي
لكنه هاج حتى صار بركانا
كفي وكفك يا عمري لو التقتا
فسوف يرقصُ زهرُ الأرضِ نشوانا
فكيف يُصبحُ هذا الكونُ يا وجعي
إذا تلامسَ تحت الشمسِ أنفانا
لقيتُ قلبَكِ في صدري فقلتُ له
سبحان مَنْ لغرامِ الروحِ سَوّانا
هذي عيونكِ فيها السحرُ معتكفٌ
وذا لسانك طعمَ الشهدِ أنسانا
قلبي تصَحّرَ في بَيْدائه عطشاً
لكنه صار من نجواك بستانا
أبصرْتُ في الأرض كونا طاب مسكنُهُ
وفي شفاهكِ كم أبصرْتُ أكوانا
وكنتُ أسألُ عنكِ الطيرَ مِنْ ولَهي
فصرتُ أسألُ عنكِ الإنسَ والجانا
كان الزمان يبابا لا رواءَ له
لكنه جاد لمّا فاض نهرانا
ندى الفراتِ بقايا من مَحبتنا
ونهرُ دجلةَ يَجري في حَنايانا
اللهُ أعطى لكلِّ الخلقِ بعضَ هوىً
لكنه كلَّ ما في الحبِّ أعطانا
أنا وأنت وهذا الكونُ أجمعُه
لولا المحبةُ ما كنا ولا كانا
فكم تنهَّدَ من شوقٍ لنا كبدٌ
وكم تمازج رغم البعدِ دمعانا
وكم لقيتكَ في الفيحاء في حلمٍ
وكم تعانق في بغدادَ ثغرانا
طيفٌ وربك ما ألقاه في وَسَنٍ
يا أطهرَ الناسِ بين الناسِ إنسانا
فبالمحبةِ ربُّ الخلقِ جَمَّلَنا
وبالودادِ رسولُ اللهِ أوصانا
لمّا جلسْتِ بظلِّ الدوحِ ذاتَ ضحىً
تساقط الدوحُ عنابا ورمانا
وماست الشمسُ في عليائها طرباً
وصفقَ الطيرُ بين الدَّوحِ هيمانا
يا أطهرَ الناسِ ما دار الزمانُ بنا
إني زرعتكِ في الجنبين قرآنا
بعضُ الغرامِ يُميتُ القلبَ مِنْ كَمَدٍ
لكنْ غرامُكِ بَعد الموتِ أحيانا
زر الذهاب إلى الأعلى