يا حبيبًا في خيالي … للشاعر محمد الشريف

يا حبيبًا في خيالي

للشاعر – محمد الشريف

لا يُعاني العِشقَ إلا حبيبٌ

كَابدَ الهجر إنْ تغزَّل بالخيالِ

لا يُعاني الشوقُ منَ الحبيب

حينما يلقاه الحَبيبُ بانشغال

لا تَهبُّ الرياحُ بالغرامِ النقيِّ

للبَليدِ الذي قدْ تغذَّي بالخبَـالِ

اِسقني كأس النور والبهاء

مِن عُيون الشوق نَبع الجمـالِ

واشرب معي يا صاحبي إن

كنتَ ترجو لهذا العلا والـدلالِ

تذكُرين حين كنّا في وصال

هذي الأيامِ الجَميلة والبدر عالِ

قد سري بالنفسِ طيفٌ جميل

أضحت الروح والقمر في وصال

قد رويتَ الروح فانتشت كالبيداي

التـــــي أورقت بعـــــد ارتحــالِ

أنت غيــــثٌ لـــــفؤادٍ قد زهـــــي

فـــــي حبـــور بعد كدٍ وانشغالِ

عيناءٌ فالعيون النَاعسات

منهما ثار الجمال فــــــي الخليل

هيفاءٌ كالغصونِ الناضرات

بالرياح فـــــي الربيع الجميــــلِ

أقبلت تدنو لها انثناء ظبي

فالفؤاد انثني بالطرب الجميــل

غصن بانٍ ينثني مع الرياح

للغروب في يوم ربعٍ عليــــــلِ

هيفاءٌ والحسنُ فيها طبعٌ

فالجمال في اختلاس واكتحــال

بعدما كان الفؤادُ في انشغال

والأماني في انقطاعٍ وانفصـالِ

إذ عليه بالنسائمِ والتهاني

ماء الحياة يبغــــي وصالــى

في غيابٍ وانقطاعٍ كان قلبي

حين جاءت قامَ قلبي باقتبـــالِ

قبلها كان يشكو مِن مرار

في حنايا البؤس كان في انخذالِ

فانتشى بالورود والندي
قام يشدو للحبيب لا يبالــــــي

يا فؤادي غن وانشد لها

أحلي أبيات الغرام في ارتجـالِ

طيبَ الجَرحَ القديم واكوهِ

بالوصال والعناق لا تغالــــــي

أن يقال الشيخ في الصبابة

قـــد هـــــوي وانطرب لليالــي

هل يعانوا من خَبَالٍ مثلما

كُنتَ تشكو للخيال في انخــذالِ

اُترك الحاسدين في غيِّهم

فالرضا للقالي بعض المُحــالِ

من حروف الشوق ابن لها صرحا

القوافـــي والسقف من معــالِي

ا حبيبا لوغاب يوما عن عيوني

سوف أشكــو بعد هذا للخيال