يا أيها الوطن العريق
بقلم مصطفى سبتة
نعم انهض يا أيها الوطن العريق
قم وانتفض كى تحمل على الاعناق
هل يخفت الضوء العتيق واختفى
فوق السنابل فرحة الأغصان
هل ينتهي صخبي وتخبو أنجمي
وتكلفت أطيارى عن الدوران
أو تجلسون على شواطئ نيلكم
تترنحون كعصبة الشيطان
ماذا سيبقى للحياة إذا اختفي
وجهى وسافر في دجى النسيان
أأكون تاريخا. توارى باكيا
بين السفوح ولوعة الاحزان
من ألف عام كنت أركض شامخا
بين الجموع يحيطنى فرساني
والآن ترصدني الوجوه فلا أرى
غير الخنوع وخسة الطعام
فالجالسون على العروش تسابقوا
عند الفرار وأحرقوا شيطانى
قدعلمونى الصمت صرت كدمية
سوداء شاخصة على الجدران
والآن أقرأ في دفاتر رحلتي
فأرى الجحود وجفوة الخلان
ماذا جنيتم من سلام عاجز
غير الهوان يسوقنا. لهوان
تتراقصون لكل ذئب قادم
وتراوغون كرقصة الحملان
وتهرولون إلى الاعادى خلسة
خلف اللصوص وباعة الاوطان
خنتم عهود الأرض بعتم سرها
للغاصبين بأبخس الأثمان
من باعني أرضا وخان قداستي
من دمر التاريخ في وجداني
يتزاحم الكهان حول مضاجعى
يتعانقون على ثرى اكفاني
وحدتكم زمنا فكنتم سادة
للعالمين على هدى سلطاني
والآن صرتم لعبة يلهو بها
شر العباد وعصبة الكهان
مااخترت ارضي مااصطفيت
زمانى لكنه قدرى الذى اشقانى
فلقد تبدلت الليالي بيننا
ورأيت عمرا جاحدا أدماني
يا أيها الوطن العريق قم انتفض
واكسر كهوف الصمت والقصبان
أطلق أسود الليل من ثكناتها
واهدم قلاع البطش والطغيان
فى الافق شئ لا أراه وان بدأ
خلف السحاب كثورة البركان
يعلو صهيل الماء يصرخ حولنا
يتزاحم الفرسان فى الفرسان
تهتزارض تستغيث مواكب
ويهرول الكهان للكهان
وأنا أطل على الربوع معاتبا
أشكو إليها محنتي وهواني
منذ استبحتم حرمة الشيطان
صدئت على اطلالكم تيجاني
حتي عيون الناس ضل بريقها
مابين ليل القمر والهذبان
سأزوركم في كل عام كلما
حنت حنايا الأرض للفيضان
اتسلق الأفق البعيد لكى أرى
خلف السدود شواطئى وجنانى
أنا لن أكف عن المجئ لأنني
كالارض ما كفت عن الدوران
سأطل من خلف الحدودوربما
عودوا إلي الحب القديم وعلموا
أبناءكم أن يحرسوا شطأني
أعطيتكم عمرى وهانت عشرتي
والآن أعلن بينكم عصياني
لوكنت اعلم ماطواه زماني
لاخترت أرضاً غيركم اوطانى