بقلم / السيد سليم
تكلمنا فيما سبق عن ملك سليمان وما سخره الله له من ريح وجن وطير وجنود من كل شي.
لكن لم يخطر ببال سليمان عليه السلام أن تستوقفه نملة التي لا تكاد أن يراها أحد بالعين المجردة ولعله درس لنبي الله ولفت للنظر ليعلم أن فوق كل ذي علم عليم.
ويأتي سليمان بجنوده مرورا بوادي النمل لنادي النملة علي قومها ببلاغ وفصاحة فيتم النداء علي..الأمر. .والتحذير…والاعتزاز. .فنادق ياايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون.
ولم تقل : ادخلن ، لأنه لما جعل لهم قولا كالآدميين خوطبوا بخطاب الآدميين ) ( لا يحطمنكم ) لا يكسرنكم ) ( سليمان وجنوده ) والحطم الكسر ) ( وهم لا يشعرون ) فسمع سليمان قولها ، وكان لا يتكلم خلق إلا حملت الريح ذلك فألقته في مسامع سليمان .
قال مقاتل : سمع سليمان كلامها من ثلاثة أميال . قال الضحاك : كان اسم تلك النملة طاحية ، قال مقاتل : كان اسمها جرمى . فإن قيل : كيف يتصور الحطم من سليمانوجنوده وكانت الريح تحمل سليمان وجنوده على بساط بين السماء والأرض ؟ قيل : كان جنوده ركبانا وفيهم مشاة على الأرض تطوى لهم . وقيل : يحتمل أن يكون هذا قبل تسخير الله الريح لسليمان .
قال أهل التفسير : علم النمل أن سليمان نبي ليس فيه جبرية ولا ظلم . ومعنى الآية : أنكم لو لم تدخلوا مساكنكم وطؤوكم ولم يشعروا بكم . ويروى أن سليمان لما بلغ وادي النمل حبس جنوده حتى دخل النمل بيوتهم.
والي لقاء آخر أن شاء الله