ياويح شعرى من بعدها عني
بقلم مصطفى سبتة
في وجهِ غيداءَ ما يغنيكَ في الظُلَمِ
في حسنها دررٌ تأبى على القَلَمِ
تلكَ المُذيعةُ من أنغامِ مَنْطِقِها قد
ضاعَ طِرسي وباءَ التِّيهُ بالقَلَمِ
تمشي الهوينا وكل الجمع يرمقها من
مفرق الشعر حتى أخمص القدم
يا ويحَ شعري فقد راحت تقدِّمُني
والجمعُ مرتقبُ في ندوة النَّغَمِ
جادت عليَّ بذكر اسمي وكُنيتِهِ
يا رُقيةَ الصَّبِّ للأحزانِ والأَلَمِ
لمَّا رأتها حروفُ الشعرِ كم هتفتْ
قد قصَّرَ الشُّعرا في الشُّكرِ بالنِعَمِ
ما شافها شائفٌ إلا وأكبَرَها
سبحان من خلقَ الدُّنيا من العَدَمِ
حوراءُ واتَّشَحتْ بالوردِ ضِحكتُها
يا قارضَ الشعر هذا مُذْهِبُ السِّقَمِ
شيءٌ غريبٌ كأنَّ اللهَ سخَّرَها كي
تستميلَ قلوبَ الخصمِ والحَكَمِ
قد رُحْتُ أُنشدُها والجمعُ يسمعني
يا آيةَ الحُسنِ في الأعرابِ والعَجَمِ
هلَّا بقيت بقربِ الصَّبِّ واقفةً
فالقلبُ مُحترقٌ والعينُ لم تَنَمِ
من طينِ خِلْقَتِنا أم أنَّها مَلَكٌ
جاءت تعوِّضنا عن تلكمُ الحُمَمِ
يا درَّةَ التاجِ قد زيَّنتِ سهرَتَنا
هلَّا تُزانُ عيونُ الشعرِ بالحِكَمِ
ما لي قلوبٌ بهذا الجمعِ تسمعني
في نورِ حُسنِكِ ما يدعو إلى الْلَمَمِ
في سحرِ قدِّكِ ما لا يُتَّقَى أبداً ما
صابَ جمعي من الإبهارِ بالصَمَمِ
أبصارُهم شَخِصَتْ للحسنِ مابرحتْ
بالأفْقِ ثابتةٌ كالجندِ للعَلَمِ
يا ويحَ حرفي فقد يبَّستِ مفصَلَهُ من
سحرِ حسنكِ فاستعصى على القَسَمِ
في وصلِ مثلي أما ترضينَ سيِّدتي
يا دُرَّةً وغدتْ أحلى من الحُلُمِ