أسرة ومجتمع
ياترى مين حيدفع فاتورة مشاكلنا الاسرية
د
د/ إيمان سرياقوسي
احذز وانتبه ولا تجعل أبنائك من يدفعونها كاملة..!
خلى بالك أطفالك هم الرسالة التي سترسلها إلى المستقبل، فاحذر أن تكتب فيها ما تخجل من قراءته ..
سنذهب جميعاً ولا يبقى منا إلا رسائلنا التي تركناها لتخبر من جاء بعدنا بحقيقتنا.. وهل كنا كبار حقا أم غير ذلك.
طيب ازاى حيدفعوها ..
حيدفعوها من استقرارهم النفسي، ونضجهم العاطفي، وتحصيلهم الدراسي، وتشتت ولائهم بين الأب والأم..
حيدفعوها في أحلام مزعجة، وانطواء، والشعور بالانتماء إلى محيط الخارج أكثر من محيط الأسرة..
في التبوّل اللاإرادي، وعقدة الذنب، وتحميل أنفسهم مسؤولية ما يحدث، وضعف ولائهم لكيان الأسرة، وخوفهم من المستقبل..
وربما دفعوها مضاعفة حينما يترسخ في أذهانهم أن هذا هو الشكل الطبيعي للأسرة، فيتكرر ما يراه بين أبويه في تعامله المستقبلي مع شريك حياته..
حيدفعوها من روحهم عندما نتجرّأ ونُدخلهم طرفاً في الصراع، ونطلب منهم أن يختاروا أن ينصروا طرفاً على حساب الآخر..!
سأذكرك بكلمة كثيراً ما تقولها..
لا يوجد في حياتي من هم أهم من أبنائي، سأضحي إن اقتضى الأمر من أجلهم.
هل قلتها من قبل؟
🤩كثيراً.. أليس كذلك؟؟؟
عاوزه أقول لك:
ابنك لا يريد منك أن تضحي بحياتك من أجله، هو يريدك أن تعيشها من أجله..
أن تعيشها وأنت تحافظ عليه، تحترم إنسانيته، تحافظ على بنائه النفسي، تُطمئنه، تسعده، ترعاه، تنمي لديه مشاعر الولاء والانتماء لأسرته التي تحبه وتحترمه وتخاف عليه.
فى كتير حيعترض ويقول الاسئله المكرره المشهوره :
وهل من بيت ليس به مشكلات؟
هل من حياة زوجية ليس بها خناق وشد وجذب؟
هل من أسرة لا يقع بين أفرادها خلاف واختلاف عند تبادل للرأي؟
و تشابك وصراع عند طرح وجهات النظر المختلفة؟!
حقولك كل البيوت بيحدث فيها ذلك، لكن – وهنا مربط الفرس – هنا خد بالك
التحضر في التعامل في تلك الحالات لا يترك آثاره السلبية على أبنائنا، بل ربما إن أحسنّا إدارتها كانت فرصة لغرس شيء ما إيجابي في نفوسهم وتعليمهم قيمة مهمة تعينهم في إدارة حياتهم!
طيب ازاى ممكن اجنب أبنائي المشكلات الاسرية؟!
حقولك مجموعة من الأفكار المهمة في هذا الشأن:
الكرامة خط أحمر: احرص دائماً أثناء حوارك وخلافك مع شريك حياتك أن تحافظ على احترامه وكرامته، فلا تهكم، ولا صراخ، ولا تهديد، ولا اتهامات تلقيها عليه، أعطِ لأبنائك درساً أن الحب والتقدير لا يمنع وجود خلافات في الرأي.
إذا كنت ممن لا يملكون القدرة على كبح لسانهم -وهذا مما يؤسف له- فلتكن نقاشاتك إذن خلف الأبواب المغلقة، لا تدعْ أطفالك يسمعون كلامك القاسي ولا نبرتك الهجومية؛ لأن هذا يسرق البراءة والطفولة.
اعترف بأنك إنسان فالإنسان قد يخطئ مهما كان كبيراً، سواء كان أماً أو أباً، والاعتذار قيمة مهمة في الحياة، حاول أن تقتدى بها إذا ما أخطأت أمام أطفالك، بأن تعتذر أمامهم..
لابد أن نغرس في أبنائنا قيمة الاعتذار بأن نعتذر أمامهم عما أخطأنا فيه، الأبناء يتعلمون ما يشاهدونه لا ما يقال لهم.
فلو حدثتهم عن الصدق والأمانة وكظم الغيظ والشكر والاعتذار والتوبة ما بدا لك، يكفي أن يروك ولو مرة واحدة تخالف ما تقول كي تتحطم تلك القيم بنفوسهم، بينما اعتذارك عن ثورتك، أو عن الكلمة القاسية التي تحدثت بها لهم أو لأمهم من شأنه أن يعطيهم مدلولاً مهماً عن قيمة هذا السلوك، وفوق هذا يخفف من كارثة الخطأ الذي ارتكبته تجاه شريكك وتجاههم.
فكره انتى تستطيعى أن تتحكمى في أعصابك: صدّقيني -عزيزتي الأم- ما تقولينه حول فشلك في التحكم في أعصابك لا يقنعني، كما لن يقنعني أيضاً قولك -عزيزي الأب- أن هذا أمر خارج عن إرادتك، وإلا قل لي بالله عليك لماذا لم تفقد أعصابك مع مديرك وهو يطالبك بما تراه ظلماً لك.
ولماذا لم تنفجر في وجه السخيف الذي كان في مكتبك منذ فترة.
🤫🤫 أنت في الحقيقة تتحكم في أعصابك عندما تشعر بأنك يجب أن تتحكم فيها!…
لانك ببساطه تجد أن تركها دون ضابط في البيت ومع الزوجة والأبناء لن يُحدث أي خسائر، بل سيجعلك تنفث عما في صدرك.
أعد التفكير في هذا الأمر قبل أن تقول «هو أمر خارج عن سيطرتي».
فسر، حلل، اعتذر، أصلح عند أول اجتماع يجمعك بأبنائك بعد حدث ما سلبي، حاول أن تفسر ما حدث، تكلم عن فهمك للأمر وما أغضبك، اعتذر عما يحتاج إلى اعتذار، أصلح الموقف مع الطرف الآخر بأن تقبّل رأسه، وتضحكا سوياً، حاول أن توصل رسالة أن الأمور على ما يرام فعلياً.
وعاوزه أقولك إن العنف بجميع أنواعه (الجسدي واللفظي) يترك آثاراً قلما يختفى من وجدان الأبناء، وأغلب الظن أنها ستُحفر في ذاكرتهم للأبد..